أسدلت المحكمة الابتدائية بمدينة شفشاون الستار على قضية مروعة هزت الرأي العام، بإدانة رجل في الخمسينات من عمره بالسجن 25 سنة نافذة، بعد تورطه في اعتداءات جنسية متكررة على ابنته التي تعاني من إعاقة ذهنية.
الوقائع، التي جرت في دوار تنقوب الواقع في أعالي جبال الريف، كشفت عنها تحقيقات الدرك الملكي، حيث اتضح أن المتهم ظل يستغل ابنته لسنوات، في عزلة تامة عن المجتمع، ما أدى إلى حملها ثلاث مرات دون أن يثير ذلك أي شبهات لدى المحيطين بهم.
نقطة التحول في القضية جاءت عندما عُثر على رضيع متخلى عنه داخل حافلة للنقل العمومي بمدينة تطوان. وقد دفعت الواقعة الغريبة عددا من الركاب إلى إبلاغ السلطات، لتبدأ رحلة التحقيق التي كشفت سلسلة من الانتهاكات المسكوت عنها داخل الأسرة.
خلال التحقيق، حاول المتهم إنكار مسؤوليته، بل واتهم أطرافا أخرى بالوقوف وراء ما جرى.
غير أن التحريات الدقيقة، مدعومة بتقارير الطب الشرعي، والاعترافات اللاحقة، قادت إلى توجيه التهمة بشكل مباشر إليه.
القضية أثارت موجة من الصدمة والاستياء، ليس فقط لبشاعة الأفعال المرتكبة، بل أيضاً لما كشفت عنه من هشاشة اجتماعية وانعدام آليات الحماية لذوي الاحتياجات الخاصة في المناطق المعزولة.
وينظر إلى الحكم القضائي الصادر في هذا الملف كرسالة قوية من القضاء المغربي ضد كل أشكال العنف الأسري، ودعوة إلى تفعيل أكبر للمنظومة الاجتماعية والحقوقية لحماية الفئات الهشة من الانتهاكات التي قد تحدث في صمت خلف جدران المنازل.
1hwpx4