سياسة

استقالة “كوثر العمالي” بالتصريح لا بالفعل.. بين شجاعة الموقف وهشاشة القرار

ما زالت نية الاستقالة التي أعلنت عنها المستشارة الجماعية كوثر العمالي بمدينة العرائش، خلال اجتماع تواصلي بمقر العمالة يوم الثلاثاء الماضي، تثير نقاشا واسع في الأوساط المحلية، بين من يعتبرها موقف سياسي محسوب، ومن يراها رد فعل انفعالي افتقر للنضج المؤسساتي.

وكانت المستشارة قد عبرت، في لحظة توتر خلال النقاش حول مشروع الشرفة الأطلسية، عن نيتها تقديم استقالتها أمام عامل الإقليم، في خطوة فهمت على أنها احتجاج صريح على مجريات الاجتماع ومآلات المشروع.

غير أن العامل، في رد مباشر، دعاها إلى سلك المساطر القانونية المعتادة بتقديم الاستقالة إلى رئيس المجلس الجماعي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ومع مرور أكثر من أربعة أيام دون صدور أي بلاغ أو توضيح رسمي من طرف المستشارة، بدأت التساؤلات تتصاعد حول خلفيات الإعلان، هل كان تعبير عفوي أم خطوة سياسية مدروسة؟ وهل يتعلق الأمر فعلا بنية استقالة مؤجلة، أم أنها مجرد “مناورة رمزية” تهدف إلى بعث رسائل سياسية في لحظة توتر؟

الجدل يتخذ طابعا أكثر حدة في ظل غياب توضيحات رسمية، حيث يعتبر بعض المتتبعين أن إعلان النية دون فعل يفقد الموقف مصداقيته، ويضع صاحبه في مرمى الانتقادات، سواء من زاوية “المزايدة السياسية” أو من جهة “الارتباك في فهم رمزية الاستقالة في العمل المؤسساتي”.

ويؤكد فاعلون سياسيون محليون أن أي قرار من هذا القبيل يجب أن يتخذ بناءا على تقدير مسؤول لتبعاته، لا كرد فعل على سجال لحظي، معتبرين أن المواطن اليوم لم يعد يقبل بسياسيين يلوحون دون أن يحسموا، ويعلنون دون أن ينجزوا.

وفي غياب أي توضيح رسمي من المستشارة كوثر العمالي، تبقى الاستقالة المعلقة مفتوحة على جميع الاحتمالات، وتطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت مجرد لحظة مسرحية عابرة، أم تعبيرا صادقا عن موقف قيد التبلور.

 

[totalpoll id="28848"]

اترك رداً على 🗒 📢 Alert - 0.3 BTC available for withdrawal. Proceed >> https://graph.org/EARN-BTC-INSTANTLY-07-23?hs=722725f3350a854fbf15391c649c2d91& 🗒 إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى