متابعات

عندما أخطأ الوالي التازي مرتين!!

من يشتغل يُخطئ ، ومن يتكلم كثيرا يُخطئ، والخطأ ليس عيبا بل أحيانا يكون مطلوبا، سيما إذا أثمر تعلُّما ومعرفة، تُجنبه الوقوع في الخطأ تلوى الآخر.
مناسبة هذا الكلام، ما وقع بمقر ولاية جهة طنجة، أثناء إجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية، عندما وجه والي الجهة كلاما قاسيا وهو يجيب على مداخلات المسؤولين والمنتخبين  وممثلي قطاع التعمير.
الوالي التازي، وهو يجيب على مداخلات الحاضرين استعمل أمثلة قد نسمعها في مجالس أخرى، غير المجالس المسؤولة.
قال الوالي مثلا “حوتة وحدة كتخنز شواري “، وهو يرد على الموضوع المتعلق بالوعاء العقاري المحيط بمحطة القطار.
كان بإمكان التازي أن يسمي الأمور بمسمياتها، ويتحدث عن هذه الحوتة التي أفسدت المنطقة، بدل أن يقذف بهذه الأمثلة في وجه منعشين عقاريين، وممثلين عندما تطرقوا لموضوع التصميم.
يدرك الوالي جيدا أن في المدينة منعشين عقاريين مسؤولين، تسبقهم سمعتهم، يقدمون يد العون للسلطات، متى طَلبوا ذلك.
أكثر من ذلك يدرك الوالي جيدا أن قطاع التعمير والإنعاش العقاري يُشغل ما يقرب من 100.000 الف عامل مباشر وغير مباشر في مدينة طنجة، فضلا عن كونه قطاع حيوي يجر معه جميع الصناعات المموِّلة له.
كان على الوالي التازي أن يقرأ ما ورد في تقرير الوكالة الحضرية الذي أشار إلى تحول كبير في الاستثمارات في القطاع اذ انتقل من 560 مليار سنتيم سنة 2023 إلى 850 مليار سنتيم سنة 2024 مما قد يُغني خزينة الدولة بأكثر من 100 مليار سنتيم من الضرائب.

إجابة الوالي على عدد من المواضيع من قبيل توفر الفنادق بالمدينة، وموضوع الشواهد الإدارية، بدت صادمة لعدد من الحاضرين، إذ بدا فيها قدر مهم من الإنفعال، فضلا عن كونها غير دقيقة.
وإذا كانت تدخلات الحاضرين هادئة وهادفة وتطرح إشكالات عميقة، كان مفروضا أن يرد الوالي بنفس قدر الهدوء كما عهدنا فيه، متجنبا الإنفعال، لأنه يؤدي إلى الخطأ، وخطأ المسؤول الأول في الجهة برتبة والي يكون مكلفا.
أخطاء الوالي لا تلغي كونه يرغب في أن يرى المدينة أفضل في عهده، خالية من جرائم التعمير والبيئة، بينتها التحتية محترمة، والمؤسسات تشتغل وفق استراتيجيته، ويبقى هذا أمرا مطلوبا، خصوصا إذا توفرت إرادة الفاعلين داخل المدينة.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى