حوادث

عودة ظاهرة “الحريك” عبر “الذئاب البرية” بسواحل طنجة

نشرت صحيفة “إل موندو” الاسبانية أمس الخميس تقريرا عن ظاهرة الهجرة السرية عبر الدرجات المائية ” جيت سكي” من سوحل طنجة مدرجة اعترافات شباب مغاربة نجحوا في العبور إلى إسبانيا عبر هاته الدرجات التي وصفتها ب”الذئاب البرية” الجديدة.

حوالي الثانية عشر ظهرا، بمدينة أصيلة حيث تصل الحرارة حوالي 23 درجة، مدينة صغيرة تقع في الساحل الأطلسي لشمال المغرب، هناك أحمد في عامه العشرين ربيعا، يخرج هاتفه الأيفون ويظهر آخر  مشترياته ” جيت سكي بدون  وثائق!” يتعجب الشاب قائلا ”  لقت وجدته عبر الانترنيت بمبلغ 6000 درهم  في حالة جيدة غير أنه يفتقر إلى محرك، سأتكلف بإيجاد محرك له هكذا لن تجد له الشرطة أثر”.

 

وبجانبه فتى آخر، ولد بمدينة سبتة  وقد عاد لتوه من مدينة طنجة بعد إنهاء صفقة تجارية يعترف قائلا ” في الأسبوع المقبل سأذهب إلى إسبانيا بصبي ينحدر من مدينة بني ملال بمبلغ 56000 درهم”.

دقائق فيما بعد يظهر فتى ثالث إسمه حكيم يحكي أنه في الأسبوع الماضي قام بنقل قاصر يبلغ 16 سنة ينحدر من مدينة الحسيمة إلى مدينة طريفة عبر الدراجة المائية، خرجوا من شاطئ القصر الصغير أثناء تغيير دوريات فرق البحرية الملكية المغربية، فكان ثمن الرحلة 4600 يورو، يقول “أما الآن، فلدي صبيان في اللائحة لنقلهم إلى شبه الجزيرة الإبيرية،  وثالثهما يحاول جمع المال فإن لم يستطع ذلك ، ربما بمبلغ 2000 يورو يمكن أن أتركه بالقرب من سبتة ويكمل الوصول سباحة.

ارتفعت ظاهرة عبور المضيق عبر الدراجات المائية خلال السنة الماضية، فقبل شهر غشت، سجلت الحكومة الأندلسية وصول 120 مهاجرا سريا 75 بالمائة منهم قاصرين تمكنوا من الوصول عبر هذه الوسيلة إلى السواحل الأندلسية في حين لم تسجل سنة 2016 سوى وصول 15 مهاجرا عبر هذه الوسيلة، وبعدها بدأت الأخطاء في العد، ولسان شباب أصيلة ينبه ” بين قوارب الأفارقة ودرجاتنا المائية لن يعرفوا ما الذي سيتوجب عليهم فعله”.

يؤكدون أنهم لا يشتغلون مثل المافيات، كل واحد منهم يبحث عن وظيفة  له بشراء وسائل العمل (الدرجات المائية) وإجراء اتصالات، فنحن الذئاب البرية الجديدة التي توصل الناس من المكسيك إلى الولايات المتحدة الفرق الوحيد هو أنه يدفع لنا القليل مقارنة معهم” قالها الشاب السبتاوي متهكما مشيرا إلى أنه ذهب إلى قاديس لإكمال دراسته غير أنه مستقبله ضاع حينما ضبطته الشرطة محملا بالحشيش ليعود بعدها إلى المغرب عند انتهاء بضعة شهور في السجن”.

وقبل شهر قامت الشرطة والحرس المدني الاسبانيين بتعاون مع اليوروبول بتفكيك شبكة متخصصة في إدخال المهاجرين والحشيش عبر المضيق عبر درجات مائية ذات محرك سريع، إذ أوقفت 19 متورطا في العديد من المناطق بألميريا، وفي مستهل هذا الأسبوع، أدان قاض بطنجة متهمين ثلاثيتين بخمس سنوات سجنا لتزعمهما منظمة تنقل مواطنيهم المغاربة إلى إسبانيا عبر الدرجات المائية وأغلبهم قاصرين.

وفي تقرير جديد لمنظمة حقوق الطفل، نددت بالوضع الصعب الذي يتواجد فيه القاصرين غير المرافقين الذين وصلوا إلى إسبانيا سواء عبر الدرجات المائية أو القوارب أو أولئك الذين يتسللون إلى حدود سبتة ومليلية المحتلتين. ففي سنة 2017 وصل  عدد المهاجرين السريين إلى اسبانيا  28.349 منهم 14 بالمائة قاصرين، وهو عدد مرتفع بنسبة 60 بالمائة مقارنة مع سنة 2016 ما يعني وجود اكتظاظ في مراكز الإيواء وفقدان السيطرة على تحركات  المهاجرين من قبل الإداريين .

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى