كتاب الرأي

اتحاد طنجة لكرة الطائرة يظفر بالبطولة والمنتخبين يغيبون عن الصورة

متابعة: ياسر بن هلال

في لحظة كان من المفترض أن تكون عنوانا للفخر، وتجسيدا لوحدة المدينة حول إنجاز رياضي وطني، غاب من يفترض أنهم في الصفوف الأمامية للدعم والتمثيل، فريق اتحاد طنجة لكرة الطائرة يحقق بطولة وطنية مستحقة مساء أمس الأربعاء على حساب الفتح الرباطي، بعد مباراة ماراطونية ومجهودات شاقة طيلة الموسم، ليهدي لطنجة لقبا يرفع من مكانتها ويعلي من شأنها على الصعيد الرياضي، ومع ذلك، لم نر لا رئيس مجلس جماعي، ولا برلمانيا، ولا مسؤولا محليا يشارك هذا التتويج التاريخي، أو حتى يكلف نفسه بتهنئة رمزية تعكس الاعتراف والامتنان.

غياب رؤساء المجالس المنتخبة، في لحظة من أندر لحظات الفرح الجماعي لمدينة طنجة، ليس مجرد سهو بروتوكولي، إنه غياب يرقى إلى مستوى خيانة الرياضة، وتجاهل صارخ لأحد أدوارهم الجوهرية المتمثل في دعم كل ما من شأنه تعزيز صورة المدينة، وإبراز طاقاتها ومواهبها.

فريق اتحاد طنجة لكرة الطائرة لم يتوج لنفسه فقط، لقد حمل على أكتاف لاعبيه وآمال جمهوره طموحات مدينة بأكملها، وارتقى باسمها إلى مصاف أكثر فروع اتحاد طنجة تتويجا بالألقاب، أليس من المخجل أن يحدث كل ذلك وسط صمت الجهات المفترض أنها تمثل المدينة؟ أليس من الواجب، أخلاقيا وسياسيا، أن تسجل هذه المجالس حضورها على الأقل تعبيرا عن الانتماء والاعتراف؟

ما حدث يثير أكثر من علامة استفهام، هل بات تمثيل طنجة مقتصرا فقط على الجلوس في دورات المجالس؟ هل نختزل الانتماء في الصور البروتوكولية، ونغيب حين تكتب صفحات المجد الحقيقي؟ هذا السلوك لا يعكس فقط ضعف الارتباط بالمدينة، بل يبعث برسائل سلبية محبطة لكل من يضحون من أجل إعلاء راية الرياضة الطنجاوية من اللاعبين، إلى الإداريين، إلى الجماهير الوفية التي ظلت تساند الفريق في السراء والضراء.

إنه لأمر مؤسف أن يكون التتويج لحظة نصر يقابلها جفاء مؤسساتي، ومؤلم أن يترك أبطال المدينة وحيدين في لحظة يستحقون فيها أن يحملوا على الأكتاف، وأن تخصص لهم الكلمات، وترفع لهم القبعات.

الرياضة ليست مجرد نتائج، بل مرآة للهوية والانتماء، ومجال يمكن من خلاله إعادة ترميم العلاقة بين المواطن ومؤسساته، أما من غابوا، فقد اختاروا – بكل أسف – أن يكونوا خارج مشهد الاعتراف، خارج صورة الفخر، وخارج قلوب من باتوا يدركون تماما من يمثلهم حقا.

[totalpoll id="28848"]

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى