“تيفلت” تناشد الحياة.. سكان يعيشون العطش والظلام في صمت موجع
في تيفلت، تلك المدينة التي تنام على أحلام البسطاء، استيقظت الحياة على واقع قاس لا ماء فيه ولا نور.
منذ أسابيع، والساكنة تعيش تحت وطأة انقطاعات متكررة للماء والكهرباء، دون سابق إنذار، ودون حتى كلمة اعتذار.
عائلات تجد نفسها فجأة محرومة من أبسط ضروريات الحياة، وأطفال ينتظرون قطرة ماء، ومرضى يعانون في صمت تحت حر الصيف القاسي.
كل هذا يحدث في غياب تام لأي توضيح أو تواصل من الجهات المسؤولة.
وسط هذا الجفاف الإنساني، لم يجد المواطنون سوى صفحات التواصل الاجتماعي ليصرخوا بألمهم، يبعثون برسائلهم إلى المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في محاولة أخيرة لإسماع صوت عطشهم.
الإعلامي ياسين كريكش، لم يقف متفرجا، فكتب رسالة مفتوحة بوجع المواطن لا المراقب، محملا المسؤولين المحليين مسؤولية “إهمالٍ ممنهج” جعل من الماء ترفا، ومن الكهرباء أمنية مؤجلة.
وفي خضم هذا الصمت الرسمي، جاء بلاغ المركز الوطني لحقوق الإنسان ليكسر الجدار، معلنا دعمه لاحتجاجات الساكنة السلمية، ومؤكدا أن حرمان الناس من الماء هو انتهاك للكرامة قبل أن يكون خرقا للقانون.
هذه ليست مجرد أزمة تقنية، بل أزمة ثقة وأمل وكرامة في مدينة تعرف توسعا عمرانيا سريعا، لكن دون بنية تحتية تحفظ كرامة ساكنيها أو تواكب حاجياتهم، مما يطرح سؤالا موجعا.
فهل يحق لمدينة أن تنمو، بينما يموت أهلها عطشا؟
5j5ea5
8418zt