في واحدة من أضخم الضربات الأمنية خلال العام الجاري، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك شبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات، بعد ضبط شحنة ضخمة قُدّرت بأكثر من 15 طنا من الحشيش، كانت مخبأة بطرق تمويه مبتكرة داخل شاحنة محملة بفواكه مزيفة.
العملية، التي حملت اسم “سان بيدرو”، نفذت نهاية يونيو الماضي بتنسيق مشترك بين وحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة (Udyco Central) والشرطة الإقليمية في ألميريا، وأسفرت عن مداهمة مستودع صناعي في منطقة “هركال دي ألميريا”، وتوقيف ثمانية أشخاص، بينهم سائق الشاحنة.
وتمكن المحققون من اعتراض الشاحنة القادمة من المغرب، عبر ميناء الناظور، بعد تتبع دقيق لمسارها، حيث عثر على طرود الحشيش مخبأة داخل “بطاطا” مصنوعة من البلاستيك الصلب، وعلب بطيخ ملونة بشكل يحاكي الفواكه الحقيقية، في محاولة لخداع السلطات الجمركية.
ووفق المعطيات الأمنية، كانت الشحنة موجّهة بالأساس إلى السوق الفرنسية، فيما خُصص جزء منها للتوزيع داخل إسبانيا. وتُقدّر القيمة السوقية للمخدرات المضبوطة بنحو 105 ملايين يورو.
وشارك في العملية مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي (Ofast) والمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، في إطار تنسيق دولي مكن من تعقب التحركات اللوجستية للشحنة منذ انطلاقها إلى حين ضبطها.
وأسفرت العملية عن اعتقال خمسة مشتبه فيهم يوم 19 يونيو، بينما جرى توقيف ثلاثة آخرين في “توريمولينوس” على خلفية الاشتباه في توفير الدعم اللوجستي ومرافقة الشحنة.
وكشفت التحقيقات أن بعض الموقوفين لهم سوابق في قضايا تهريب سابقة، بينهم شخص صدر في حقه قرار ترحيل من الأراضي الإسبانية يظل ساريا حتى سنة 2031.
وقد أصدرت المحكمة الابتدائية في ألميريا أوامر بإيداع خمسة من المتهمين السجن في انتظار استكمال الإجراءات القضائية، بينما يرتقب اتخاذ قرارات مماثلة في حق باقي المتورطين خلال الأيام المقبلة.
