مجتمع

صيف حار يجهز على محاصيل الفلاحين بعد شتاء واعد

بينما كان الفلاحون يترقبون موسما واعدا بعد أمطار الشتاء والربيع، باغتتهم الطبيعة بضربة قاسية، موجة حر لاهبة اجتاحت نهاية يونيو مناطق زراعية واسعة، تاركة وراءها محاصيل محترقة، وأشجارًا مرهقة، وآمالًا مكسورة.

في دكالة والغرب، حيث تعد الفلاحة شريانا اقتصاديا رئيسيا، تخطت درجات الحرارة سقف 46 درجة مئوية، مدفوعة برياح “الشركي” الحارقة.

في غضون أيام قليلة، تضررت محاصيل الفواكه والحوامض بشكل لافت، وبدأت الخسائر تظهر في بساتين كانت قبل أسابيع فقط تَعِد بموسم وفير.

الضربة الأقسى سجلت في دكالة، إذ أشار أحد الخبراء الزراعيين إلى أن بعض الضيعات قد تفقد ما يقارب عشر إنتاجها، نتيجة الإجهاد المائي الشديد الذي لم تصمد أمامه حتى الأشجار المعمرة.

وفي مناطق بني ملال والفقيه بن صالح، تساقطت ثمار الرمان قبل أوانها، فيما ظهرت آثار الاحتراق على أوراق الزيتون، في مشهد يلخص هشاشة الفلاحة المغربية أمام تغيّرات مناخية تزداد توحشا.

ورغم أن موجة الحر لم تدم أكثر من أربعة أيام، فإن تداعياتها كانت كفيلة بكشف عمق الأزمة: منظومة فلاحية غير مؤهلة للتقلبات المناخية، وفلاحون يفتقرون إلى التكوين وأدوات المواجهة.

المفارقة الصادمة أن كل هذا حدث بعد موسم مطير أنعش الآمال، لكنه لم يكن كافيًا لحماية الموسم.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى