رئيس مجلس أصيلة يثور ضد نفسه.. صراع داخلي يهدد استقرار المدينة!
في حادثة غير مسبوقة أثارت جدلاً واسعاً في مدينة أصيلة، شهدت الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي، صباح اليوم الاثنين 28 يوليوز، مفاجأة صادمة تمثلت في تصويت رئيس المجلس ضد نقاط جدول الأعمال التي كان هو نفسه قد أعدَّها. هذا الموقف الذي يعد سابقة في تاريخ العمل الجماعي، يكشف عن حالة من التوتر والصراع السياسي بين أعضاء المجلس، وأثار العديد من التساؤلات حول ما يحدث خلف الكواليس في هذا التحالف الهشّ.
التحالف المهدَّد: الاتحاد الدستوري يعود إلى المعارضة
بعد فترة من التحالفات السياسية التي جمعت بين حزب الاتحاد الدستوري وأحزاب أخرى، عاد الحزب إلى ممارسة دور المعارضة، على الرغم من أن القوة العددية لهذا التحالف باتت أضعف بكثير من السابق. ولعل ما حدث في الدورة الاستثنائية هو دليل صارخ على أن هذه العلاقة قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث بدأ الحزب في التمرد على نقاط العمل التي كان له دور في صياغتها، حتى أن رئيس المجلس نفسه رفض التصويت لصالح هذه النقاط.
جدول أعمال مشحون ومواقف متناقضة
الجلسة الأولى من الدورة الاستثنائية شهدت تصويتاً عجيباً ضد ثلاث نقاط أساسية: تحويل في الميزانية، المصادقة على دفتر التحملات الخاص بملعب الدغاليين، والموافقة على تغيير اختصاص سوق اللارحمة. وفي وقت كانت هذه النقاط تحمل أملًا كبيرًا في تسريع عجلة التنمية في المدينة، جاءت المفاجأة بأن أعضاء المكتب المسير، الذين كانوا وراء طرح هذه النقاط، لم يُصوتوا لصالحها.
وما زاد الطين بلة هو تأجيل النقطة الخاصة بإحداث حساب خاص بالمنطقة الاقتصادية المندمجة، التي كان يُنتظر أن تساهم في جذب الاستثمارات وتنمية المنطقة.
الرئيس في موقف لا يحسد عليه
لكن، الأكثر غرابة كان موقف رئيس المجلس نفسه. فقد سعى خلال الدورة إلى ممارسة دور المعارضة ضد مواقفه السابقة، ما جعله في موقف محرج أمام الرأي العام، وجعل المتابعين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التغيير المفاجئ في توجهاته. هل هي صراعات شخصية داخل المكتب المسير؟ أم أن هناك من يتلاعب بمصالح المدينة لتحقيق أهداف خاصة؟
خطر الانقسام يلوح في الأفق
مع استمرار هذه الممارسات، يبدو أن استقرار المجلس الجماعي في أصيلة مهدد. في ظل التوترات الحالية، بات من الصعب التنبؤ بما إذا كانت هذه الدورة الاستثنائية ستكون الأخيرة التي يشهد فيها المجلس تباينًا في الآراء إلى هذا الحد.
الأسئلة الكبيرة التي تطرح نفسها الآن هي: ما هي نتائج هذه الخلافات على المشاريع الحيوية التي كانت تُعدُّها المدينة؟ وهل ستتمكن أصيلة من استعادة التوازن السياسي الذي سيمكنها من المضي قدماً في خططها التنموية؟
أصيلة على مفترق طرق
في النهاية، تبقى أصيلة في مفترق طرق. هل ستتمكن من تجاوز هذه الأزمة السياسية الداخلية؟ أم أن الصراع المستمر سيؤدي إلى مزيد من التدهور في حالة الانسجام داخل المجلس؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد عن هذه القضية المثيرة، التي أصبحت حديث المدينة والشارع السياسي على حد سواء.
90n7iy