على ظهور الحمير.. سكان دواوير نائية يعبرون عن معاناتهم من العطش في احتجاج سلمي وغير تقليدي
في مشهد احتجاجي فاق كل التوقعات، نظم عشرات من سكان دواوير جماعة زكوطة بإقليم سيدي قاسم مسيرة سلمية، امتطى خلالها المحتجون ظهور الحمير، في رسالة رمزية معبرة عن معاناتهم المستمرة مع انعدام الماء الصالح للشرب.
المسيرة التي جابت عددا من المسالك القروية في المنطقة، جاءت لتسلط الضوء على أزمة قد تبدو بسيطة على الورق لكنها في الواقع تمثل انتهاكاً صارخاً لأبسط الحقوق الإنسانية، خصوصا مع اشتداد موجات الحر وجفاف الموارد المائية، حيث باتت الحاجة للماء مسألة حياة أو موت.
وأكد المحتجون أن غياب هذه المادة الحيوية يترك تأثيرا مباشراً على حياتهم اليومية وصحتهم، مشيرين إلى أن أي مسؤول محلي أو جهوي يفشل في ضمان هذا الحق الأساسي لا يمكن أن يعتبر ناجحاً في مهامه.
ومع ذلك، تثير هذه الوقفة السلمية أسئلة جدية حول جدية الجهات المسؤولة في التعامل مع مشكلات الماء في المناطق القروية، والتي لا تزال تعاني، رغم وعود متكررة واستراتيجيات معلنة لم تترجم على أرض الواقع.
أبناء دواوير سيدي قاسم لم يخفوا استيائهم من تكرار الأزمات المائية، مؤكدين أن الأزمات قد تكون متعددة، لكن انعدام الماء الصالح للشرب يعد جرحا مفتوحا لا يمكن السكوت عنه، لما له من انعكاسات خطيرة على الاستقرار المعيشي والصحي للسكان.
يأمل هؤلاء السكان أن تكون هذه المسيرة رمزا لإيقاظ السلطات المعنية، ودعوة صريحة للتحرك الفوري وإيجاد حلول جذرية ودائمة تنهي معاناتهم المتكررة مع العطش، ليتمكنوا من استعادة حقهم المشروع في حياة كريمة.
في انتظار ذلك، تبقى معاناة دواوير نائية في المغرب شاهدة على هشاشة السياسات المائية في المغرب، وضرورة إعادة النظر في أولويات التنمية القروية.