دخلت الجامعات المغربية مرحلة جديدة من الإصلاح بعد صدور قرار لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في الجريدة الرسمية، يقضي بإلغاء بحوث الإجازة والماستر بصيغتها التقليدية، وتعويضها بتجربة ميدانية داخل مؤسسات عمومية أو خاصة.
ويُلزم القرار الطلبة بقضاء فترة تدريب مهني حقيقية، تُتوج بإعداد تقرير يقيّم التجربة ويستعرض الكفاءات المكتسبة. وسيخضع هذا المسار لإشراف مزدوج يجمع بين أستاذ جامعي ومؤطر من المؤسسة المضيفة، في محاولة لخلق توازن بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي.
الوزارة تعتبر أن هذا التحول يروم تقريب الجامعة من سوق الشغل، عبر منح الطلبة خبرة عملية ملموسة وتيسير اندماجهم المهني، فضلاً عن تقليص الفجوة بين ما يتلقونه نظرياً في مدرجات الكليات وما تحتاجه المقاولات والإدارات على أرض الواقع.
ويرى مراقبون أن هذا الإجراء قد يشكل منعطفاً في فلسفة التكوين الجامعي بالمغرب، إذ يحول التخرج من مجرد عمل بحثي نظري إلى تجربة مهنية متكاملة، في انتظار ما ستكشف عنه نتائجه على فرص تشغيل الخريجين وجودة تكوينهم.
z8dsbh