جامعة ألعاب القوى.. سنوات من الفشل تغطيها ميدالية البقالي
متابعة: ياسر بن هلال
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تكون ألعاب القوى المغربية وفية لتاريخها العريق، نجد أنفسنا اليوم أمام واقع محبط يضع أكثر من علامة استفهام حول أداء الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بقيادة عبد السلام أحيزون، فمنذ توليه المسؤولية سنة 2006، لم تحقق هذه الجامعة سوى حصيلة هزيلة لا تليق بسمعة المغرب وتاريخه الأولمبي، حيث اقتصر الرصيد على برونزية حسناء بنحسي، وبرونزية عبد العاطي إكيدير، وفضية جواد الغريب، وذهبيتي سفيان البقالي.
المؤسف أن هذه النتائج لا تعكس ما يختزنه المغرب من إرث رياضي وجينات متجذرة في رياضة أم الألعاب، التي كانت تاريخيا مصدر أول ميدالياتنا الأولمبية، والأدهى من ذلك أن المغرب غاب لأول مرة منذ سنة 1988 عن سباق 1500 متر، الذي يعتبر التخصص الأكثر تتويجا في تاريخنا، بعدما حقق أكبر عدد من الميداليات الأولمبية برصيد 4 ميداليات، كما اختفى حضور المغرب في سباق 10.000 متر، الذي جلب بدوره ثلاث ميداليات أولمبية سابقة.
لقد أصبح واضحا أن ألعاب القوى المغربية تعيش على مجد فرد واحد، هو سفيان البقالي، الذي أبقى رايتنا مرفوعة في آخر ثلاث دورات أولمبية، لولا ذلك لكانت الحصيلة صفر ميدالية منذ 2012.
البقالي تحول إلى قارب نجاة تخفي الجامعة وراءه فشلها المتكرر، سواء في بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية، وكأن إنجازاته الخاصة تنسب زورا إلى مؤسسة لم تقدم له الدعم الكافي.
تعثر البقالي الأخير في طوكيو، واقتصاره على الفضية بدل الذهب، أسقط القناع عن جامعة فقدت بوصلتها، وكشف واقعا مظلما حاول المسؤولون طمسه عبر التغطية بإنجاز فردي.
اليوم، بات السؤال مشروعا ماذا تنتظر الجامعة لتقديم استقالتها؟ لقد استمرت لسنوات طويلة دون أي رؤية استراتيجية أو سياسة واضحة للتكوين وإعداد الخلف، والنتيجة ضياع التخصصات التي طبعت هوية المغرب في ألعاب القوى.
إن الرياضة التي منحت المغرب إشعاعا عالميا قتلت على أيدي من يفترض أنهم حراسها، فشلت الجامعة في الحفاظ على التراكم، وأهدرت الرصيد التاريخي، وتراجعت من موقع الريادة إلى موقع الهامش، وحده البقالي بقي يصارع ليحفظ ماء وجه وطن بأكمله، لكن السؤال المر هل يعقل أن تبقى ألعاب القوى رهينة بطل واحد؟
إن المسؤولية اليوم جماعية، لكن المحاسبة يجب أن تبدأ من القمة، فالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى مطالبة بمراجعة نفسها، أو الرحيل غير مأسوف عليها، لأن استمرارها بهذه الصورة يعني المزيد من التراجع، والمزيد من خيبات الأمل لجماهير اعتادت أن ترى علم بلادها مرفوعا في المنصات العالمية.