متابعات

كفاءات مغربية تصنع القرار في فرنسا… وحكومة الداخل تكتفي بالشعارات والبحث عن الأعذار

بينما كانت الأنظار في فرنسا تتجه نحو إعلان قصر الإليزيه عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سيباستيان ليكورنو، لفتت الأنظار مشاركة وزيرتين من أصول مغربية في التشكيلة، هما رشيدة داتي التي احتفظت بمنصبها على رأس وزارة الثقافة، ونعيمة الموتشو التي كلفت بوزارة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

هذا الحضور اللافت للكفاءات المغربية في أعلى هرم السلطة التنفيذية الفرنسية، يسلط الضوء مجددا على المفارقة المؤلمة التي يعيشها المغرب، حيث تكرم طاقاته في الخارج بينما تهمش في الداخل، رغم أن الحكومة المغربية رفعت شعار “الكفاءات” عند تشكيلها، قبل أن تصطدم بواقع مثقل بالاحتقان الشعبي والارتباك الإداري.

ففي الوقت الذي يمنح فيه للمغاربة في أوروبا فضاء يليق بقدراتهم المهنية والعلمية، تعيش المؤسسات الوطنية أزمة ثقة بسبب ما يعتبره الشارع فشلا حكوميا في تدبير القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، وهي القطاعات التي فجرت موجة احتجاجات غير مسبوقة في مدن عدة في الأسبوعين الماضيين.

ويطرح هذا التناقض سؤالا جوهريا حول أسباب استمرار نزيف العقول المغربية نحو الخارج، ومدى جدية الدولة في تحويل شعار “جلب الكفاءات” من مجرد خطاب رسمي إلى مشروع فعلي يعيد الاعتبار للمواهب الوطنية داخل الوطن، بدل أن تبقى إنجازاتها مرصودة بعلم غير مغربي.

 

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى