نهاية “كرملين بوسكورة”.. هدم قصر الـ16 مليار بعد تورط المشروع في خروقات تعميرية خطيرة
قامت السلطات المحلية بإقليم النواصر، يوم الأربعاء 12 نونبر 2025، بتنفيذ قرار هدم مبنى ضخم في بوسكورة، اشتهر بين سكان المنطقة باسم “الكرملين” بسبب فخامته وطراز هندسته غير المألوف، المبنى، الذي كان يقدم على أنه مركب فندقي وفضاء للحفلات، أُقيم في منطقة فلاحية لا يسمح فيها بالبناء، ليصبح لاحقا محور جدل واسع حول مخالفات تعمير وتراخيص مشكوك فيها.
المشروع الذي قدرت كلفته بنحو 160 مليون درهم، تعود ملكيته لأحد أفراد عائلة معروفة بنشاط تربية الماشية في المنطقة. وكان صاحبه يعتزم تحويله إلى فندق ودار ضيافة وإسطبلات للخيول، مؤكدا أنه كان سيوفر حوالي 200 منصب شغل، كما أوضح أنه حصل على ترخيص من رئيس جماعة بوسكورة السابق، قبل أن يتوقف المشروع بقرار من الوالي السابق.
غير أن مصادر من عمالة النواصر أكدت أن الترخيص الأصلي لم يكن يشمل سوى دار ضيافة قروية ومرافق للفروسية، وأن صاحب المشروع غيّر طبيعة البناء وحوله إلى قاعات حفلات ضخمة دون أي ترخيص إضافي.
وأضافت المصادر أن السلطات قامت سنة 2022 بسحب الترخيص ومنحه مهلة لتسوية الوضعية أو الهدم الطوعي، إلا أن الأشغال استمرت خلافاً للقرارات الإدارية.
ويقع المبنى داخل نطاق فلاحي يخضع لقوانين تمنع إقامة مشاريع من هذا النوع، ما جعل وجوده مخالفا لمخطط التهيئة والقوانين المنظمة للعمران.
ويأتي تنفيذ قرار الهدم في سياق توتر تعيشه جماعة بوسكورة خلال الأشهر الأخيرة، بعدما باشرت السلطات تحقيقات موسعة همت عددا من الملفات المرتبطة بالتعمير.
وقد سبق لعامل الإقليم أن عزل رئيس المجلس الجماعي، إلى جانب ثلاثة منتخبين آخرين، بسبب مخالفات تتعلق بإصدار رخص البناء وتدبير المداخيل الجبائية، وتوجد هذه الملفات حالياً أمام القضاء للبت فيها.



