طنجة: نقاش أكاديمي إعلامي حول التنوع الثقافي بالمغرب
نظمت جمعية الشعلة بطنجة، من خلال فرعها في بني مكادة، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي أول أمس السبت، وهي الندوة التي ناقش المشاركون فيها موضوع التنوع الثقافي بالمغرب بما فيه من تعقيدات وخصوصيات.
واعتبر الطيب بوتبقالت، الأستاذ بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، أن المغرب لم يكن يوما أرضا خلاء أو منغلقا على نفسه عكس ما روجته الروايات الكولونيالية، بل كان أرضا تحج إليها كل الأجناس البشرية، معتبرا أن المغاربة ينتمون لثقافة يطغى عليها التنوع والاعتراف بالآخر عبر كل روافدها وفي مقدمتها الدين الإسلامي، الذي تعترف نصوصه بحقوق المخالفين.
وأضاف بوتبقالت أنه عندما كان المغاربة في الأندلس طيلة 8 قرون لم يتم يوما تدوين واقعة اعتداء أو إبادة ضد اليهود أو المسيحيين، مبرزا أن المغاربة احتكوا واستفادوا حتى من المستعمرين انطلاقا من الرومان في الإدارة والفلاحة، ووصولا إلى الإسبان والفرنسيين في الإعلام والفنون والسياسة والمؤسسات الحكومية والمدنية.
من جانبها اعتبرت فرحانة عياش، الإعلامية بإذاعة ميدي 1 أن الثقافة في الإعلام المغربي تحولت إلى ملحق ثانوي أمام سطوة الإشهار، أما فكرة التنوع الثقافي فلا تزال بعيدا عن التنزيل السليم، ففي الإذاعة مثلا ورغم أن القطب العمومي مهم جدا لإبراز التنوع الثقافي بالمغرب نظرا لوجود إذاعات جهوية تتناوب في البث على الأمواج الوطنية، إلا أن المشكلة هي أنها تعكس ذلك كنوع من الفلكلور بشكل سطحي دون تعمق، في حين يحضر التنوع الثقافي في الإذاعات الخاصة أحيانا بشكل مبتذل، ما ولد انتقاد حادا من أصحاب عدة مكونات ثقافية، وهذا ما تدل عليه تنبيهات وغرامات الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.
وأبرزت المتحدثة أن دفاتر التحملات تفرض حضور برامج ثقافية متنوعة، لكن احترامها لا يتم لحاجة الإذاعات لمداخيل والثقافة لا تورد أموالا، وفق تعبيرها، لتخلص إلى أن الإشكالية في استحضار التنوع الثقافي إعلاميا هي تطبيق السياسات الرسمية، حيث صار هذا يعني اللعب على وتر الكم دون الكيف، مستغربة من عدم وجود تكوين في مجال الصحافة الثقافية، أو دراسات ميدانية سابقة للبرامج الثقافية.