تفاصيل مثيرة وحصرية لعملية فرار نزيل بسجن “ساتفيلاج” بطنجة
مازالت عملية الفرار الهوليودي التي نفذها نزيل في السجن المحلي طنجة 1 “سات فيلاج”، تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تنفيذها ونجاح السجين في الفرار من أكثر السجون تأمينا في المغرب، والذي لم يعرف إلا بعض عمليات فرار قليلة منذ نشأته، كان قد نفذها أربعة سجناء من السلفية الجهادية، واخرها كانت منذ حوالي4 سنوات من لدن شخص ألقي عليه القبض فيما بعد.
“9أبريل”، تمكنت من الحصول على تفاصيل حصرية ومثيرة عن الطريقة التي تمكن من خلالها تنفيذ عملية الهروب الهوليودية، التي لم يستطع الأمن أن يفك لغزها لحد الأن، رغم المجهودات التي تبدلها فرق التحقيق التابعة للشرطة العلمية وأخرى تابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون.
مصادر من داخل السجن المحلي طنجة 1 “سات فيلاج”، أكدت المعلومات التي سبق لـ “9 أبريل” أن نشرتها، حيث يتعلق الأمر بـ “سعيد.ز”، الملقب بسعيد حكامة، نسبة الى مسقط رأسه منطقة الحكامة التابعة للنفود الترابي لمدينة طنجة، وهو من مواليد “1992”، إذ يبلغ 27 سنة، محكوم بـ 12 سنة سجنا نافذة، بتهمة تكوين عصابة إجرامية وتنفيد عمليات السرقة الموصوفة مع الضرب والجرح.
وأضافت ذات المصادر، أن المعني بالأمر “سبق له وسجن لعدة مرات بسبب سرقته للأسلاك الكهربائية النحاسية”، كما سبق وأن دخل للسجن رفقة ابن عمه.
واسترسلت ذات المصادر، أن “سعيد الحكامة”، سبق وأن خطط للفرار في شهر شتنبر 2018، إلا أنه فشل في ذلك، ليختار بعد ذلك الوقت المناسب لتنفيذها، والذي تزامن مع استبدال المدير السابق للسجن “خالد بن تركي”، بمدير جديد، كان يشغل منصب مدير السجن المحلي بسلا، بالإضافة إلى تواجد أشغال عمومية بالسجن كانت تقوم بها إحدى الشركات التي استقدمها المدير الجهوي لإدارة السجون.
وحسب المصادر، فإن السجين قام بتقطيع القطبان الحديدية لنافذة الزنزانة التي كان يتواجد بها، والمسماة زنزانة الأشغال لكونها كانت تضم سجناء يقومون بأشغال مختلفة بالسجن، حيث استعمل فيها قطعة منشار حديدي حصل عليها من الأشغال التي تقوم بها الشركة (استمرت) لفترة طويلة، حيث كان يعمل على إلصاق القضيب الحديدي الذي يتم نشره بلبابة الخبز حتى لا يكتشف أمره ولكي تحافظ على نفس الصوت عند اختبارها من قبل الحراس”.
بعدها دخل “الحكامة” في مرحلة ثانية، حيث “عمل على التخطيط الجيد للوقت قصد الهروب وكيفية صعود صور السجن وتجاوز الأسلاك الشائكة، مستعينا بطرف ثاني لم تعرف هويته بعد”.
وفي حدود الساعة السادسة، حسب بلاغ مديرية السجون، من يوم السبت 10 غشت، وهو اليوم الذي كان فيه عدد الموظفين قليلا، لكونه هو يوم بداية العطلة الأسبوعية وأيضا اليوم الذي يفصل عن عطلة عيد الأضحى يومان فقط، بالإضافة على أن توقيت تنفيذ العملية تزامنت مع الوقت الذي كان فيه الموظف المكلف بمراقبة الكاميرات ينشغل بالوضوء لتأدية صلاة الفجر.
وتضيف المصادر، أنه عند خروج السجين من الشباك الحديدي الذي قام بنشره استعان بقضبان حديدية تستعمل في البناء كانت مثبتة بسور السجن، بسبب الأشغال لصعوده، قبل أن يساعده أحد الأشخاص، لم تحدد هويته بعد، لرفع الأسلاك الشائكة والمرور من تحثها تم النزول مستعينا بحبل ليقفز فوق شجرة توجد خارج سور السجن، ثم قفز الى الشارع، و قد تسببت عملية الفرار في تعرض السجين “حكمة” لجروح بجسمه.
وحسب المصادر نفسها، فإن السجين كان قد نسق مع أطراف خارج السجن قامت بنقله مباشرة بعد تمكنه من نزول سور السجن إلى وجهة مازالت مجهولة، إذ ترجح بعض المصادر أن يكون السجين قد غادر التراب الوطني عن طريق الهجرة السرية، أو مختبئ في مكان ما بعيد عن الأنظار والشبوهات.
وحسب ذات المصادر دائما، فهناك بعض الإشاعات التي تقول أن الهارب ترك رسالة بخط يده يستهزء فيها من موظفي السجن ويحبرهم أنه قد قام بالفرار، إلا أن هذه الإشاعة لم يتسنى لموقع 9 أبريل التأكد والتحقق منه.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قد أوفدت لجنة بحث مركزية من أجل إجراء تحقيق دقيق وشامل بخصوص حادث فرار سجين معتقل بالسجن المحلي طنجة 1.
وذكر بلاغ سابق للمندوبية العامة أنها قد “أوفدت إلى هذه المؤسسة لجنة بحث مركزية من أجل إجراء تحقيق دقيق وشامل بخصوص هذا الحادث، وذلك من أجل معرفة ظروف وملابسات عملية الفرار المذكورة، لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة”.
وكانت عناصر الأمن والدرك الملكي قد انتقلوا الى منزل أسرته الكائن بالحكامة، لكنهك لم يعثروا عليه، كما انه تم فتح تحقيق، تحث اشراف النيابة العامة، إذ تم من خلالها الإستماع الى عدد من الموظفين بالسجن المحلي.