عدالة

التفاصيل الكاملة لمحاكمة مسؤول أمني بطنجة

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، أمس الثلاثاء، ببراءة رئيس الدائرة الأمنية السادسة بالمدينة ونائبه، من تهمة مباشرة عمل تحكمي أثناء مزاولتهما لعملهما، بعد الشكاية التي قدمها الشاب “ إسلام.ا“، الذي كان قاصرا عند تعرضه للتعنيف المزعوم.
وفاجأ الحكم العديد من المتابعين الذين حضروا الجلسة، التي استمرت لأشهر طويلة، ولاسيما بعدما استرسل المشتكي في سرد تفاصيل تعرضه للتعنيف سنة 2016، بعدما تم اعتقاله بطريقة غير قانونية، بسبب سرقته لنعل أحد المصلين بعد صلاة التراويح.

وأكد المشتكي تعرضه للصفع والضرب الشديد، قبل أن يتم اقتياده لمقر الدائرة الأمنية، هناك تم إطلاق سراحه بسرعة، بعد تعرف العناصر الأمنية على والده، الذي يعتبر من أغنياء المدينة.
وخلال آخر جلسة لمناقشة الملف، حضر والد المشتكي، والذي روى تفاصيل تلك الليلة وقال:“ علمت باعتقال ابني خلال ليلة رمضانية من سنة 2016، توجهت رفقة زوجتي لمقر الدائرة الأمنية، دخلت أحد المكاتب، فوجدت ابني يرتدي “قندورة“ ممزقة، والكدمات بادية على وجهه، فاعتذر لي رئيس الدائرة الأمنية وانصرفنا وتوجهنا نحو مستشفى محمد الخامس حيث استصدرنا شهادة طبية تفوق مدة عجزها 21 يوما تتضمن وقائع ما حدث تلك الليلة“.
وأضاف والد المشتكي “ في اليوم الموالي حل ضباط ومفتشو شرطة، وجددوا اعتذارهم لي، وأخبروني أنهم لم يعرفوا أن الشخص المعتقل يكون ابني“.
واستمعت المحكمة كذلك لمفتش شرطة، الذي نفى تعرض المشتكي للتعنيف، مبرزا أنه تم اقتياده نحو مقر الدائرة الأمنية بشكل قانوني وسليم.
وتناول دفاع المشتكي في مرافعة طويلة، تفاصيل ما حدث مبرزا تناقضات شهادات المتهمين، وهو ما أجبرهما على الاعتذار لأب المشتكي، وتحدث الدفاع عن توفره على تسجيلات صوتية تتضمن اعترافات بالعنف وبعض الخروقات التي تمت خلال اعتقال موكله، كما طالب بتشديد العقوبة استنادا على الفصل 231 من القانون الجنائي، والتي تتراوح العقوبة فيه ما بين 10 و 20 سنة، والتي قد تبلغ السجن المؤبد، في حال ما تم الاعتداء على شخص قاصر من طرف رجال الشرطة.
وواجه دفاع المتهمين، مرافعة المطالب بالحق المدني، مؤكدين عدم تعرض المشتكي لأي عنف من طرف رجال الشرطة، مؤكدين تعرض رئيس الدائرة الأمنية لتهديد صريح ومباشر من طرف والد المشتكي والذي صرح في وجهه “ سأنزع عنك بذلة الشرطة“.
وتم اعتقال المشتكي لوحده من طرف رجال الشرطة خلال إحدى الليالي الرمضانية سنة 2016، وتم انتقائه من ضمن 4 أشخاص كانوا يتواجدون في نفس المكان بالقرب من الدائرة الأمنية السادسة.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى