البارون يحتضر
لا حديث وسط بارونات المخدرات إلا عن هذه الأزمة الخانقة التي توشك أن تعصف بهم، بعد تشديد المراقبة في معابر المملكة البحرية، سيما ميناء طنجة المتوسط، الذي كان ولازال وجهتهم المفضلة لتهريب الأطنان من المخدرات.
“المخدرات هاهي والطريق فيناهي” شعار ربما بات صالحا للبارونات الذين يفكرون في الخروج في مسيرة احتجاجية للمطالبة بفتح المعابر والسماح لهم بتهريب الحشيش، لأنهم كما يقولون، يشكلون عصب الاقتصاد الوطني، فلولاهم لما شيدت العمارات والإقامات السكنية. ومن دونهم لما اشتغل عامل بناء، ولا بيعت الإسمنت والآجور، ولولاهم لما ما سقي المساكين شربة ماء.
الشكوى صارت على لسان البارونات كما لو أن السبل تقطعت بهم، مع العلم أن معظم صار مستثمرا ورجل أعمال، ومنهم من تحول إلى منعش عقاري، في عملية تبييض واضحة وفاضحة لأمواله القذرة.
متى تفتح الطرق؟ سؤال صار يردده البارونات في كل وقت وحين، لكن السؤال الأهم هو من يفتح الطريق؟ ومن يعبده إلى أن تصل المخدرات إلى بر الأمان؟ هنا تفتح تحقيقات وتطوى أخرى، وتصاغ محاضر، وتبنى عليها إحالات النيابة العامة وتتبعها قناعات قاضي التحقيق، ويصل الملف إلى الهيئة القضائية فلا تجد أمامها سوى السائق، أو مستخدم التعشير “commis”، وفي أحسن الأحوال شرطي أو جمركي. أين البارونات ؟ أين أصحاب المخدرات الحقيقيون؟ سؤال جوابه تجدونه في الفقرة الأخيرة لبلاغات المديرية العامة للأمن الوطني التي تتحدث عن إحباط محاولات تهريب المخدرات في معابر المملكة.