مجتمع

بمواطنيها وسلطاتها ومسؤوليها..طنجة ستظل رائدة اقتصاديا وصناعيا وسياحيا

ناذراً ما يمرّ وباء من دون أن يترك بصمات عميقة على مجتمعاتنا، فاليوم يكافح العالم بأسره جائحة “كورونا” المستجد ويترقّب بحذر التغيرات العميقة التي ستطاولنا، بيد أنّ عدداً من الاقتصاديين والأكاديميين وصناع السياسات في العالم، يرون أن وباء “كورونا”، هو فرصة لتحسين البيئة وإصلاح الاقتصاد ومناحي الحياة المختلفة على المدى الطويل.
ففترة الحجر الصحي التي مرت بها كثير من المدن بسبب جائحة كورونا كانت صعبةٌ ومخيفة وطافحة بالتوتر، كانت إيجابيةً أيضاً على مدن أخرى. حيث استغل مسؤولوها الفرصةٌ لتعلّم الكثير من الأشياء ومراجعةِ النفس والتأمّل في الذات وما يدور حولها. والنموذج مدينة طنجة التي عرفت طفرة إيجابية خلال هذه الفترة تمثلت في الرفع من وثيرة تنزيل المشاريع المبرمجة المتعلقة بتأهيل البنيات التحتية والمساحات الخضراء والواجهات العمرانية المصنفة ضمن التراث المادي للمدينة وتحسين المشهد الحضاري العام وتهيئة المرافق العمومية.
ثلاثة أشهر من الحجر الصحي كانت كافية لتبعث من خلالها السلطات المحلية رسائل عديدة لمن يهمه الأمر على أن لا شيء يقف مانعا ضد استمرار وتسريع عملية تنمية المدينة وتأهيل مرافقها العمومية ومباشرة آليات الرقابة للمشاريع وتسريع وثيرة إنجازها حتى ولو كانت جائحة “كورونا”، ولعل هذا السر الذي جعل ساكنة البوغاز تقف مندهشة من جراء ما لامسته من تغيرات  مست العديد من الفضاءات العمومية ومستوى الانجاز الذي وصلت له العديد من المشاريع، ولعل الحلة الجديدة التي ظهرت بها ساحة اسبانيا دليل على رغبة هذه الجهات وإصرارها من أجل ضخ دماء جديدة في شرين الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز آليات الجاذب السياحية للمدينة وتشجع على تحفيز انطلاقة جديدة للأنشطة التجارية والخدماتية التي تأثرت سلبيا جراء تفشي جائحة “كورونا” المستجد.
والحديث عن “ساحة إسبانيا” لا يقل أهمية عن “كورنيش مرقالة” الذي تم تعزيز بنيته التحتية بالعدد من التجهيزات والكاميرات والوسائل التي من شأنها أن توفر ظروف الأمن والسلامة اللازمة. أضف إلى ذلك العديد من الفضاءات العمومية التي كانت فترة الحجر الصحي فرصة لإعادة تعيأتها وتأهيلها لإعطاء دفعة جديدة لعجلة السياحة الداخلية.

وقد كان للتراث المادي الذي تزخر به طنجة فرصة خلال أزمة كورونا لينفض عنه غبار الإهمال والنسيان، وكان لمشروع ترميم ساحة الثيران المعروفة عند الطنجاويين بـ”بلاصا طورو” الوقع الايجابي لدى الرأي العام المحلي الذي نوه بهذه المبادرة وأثنى على المتدخلين فيها. وتبقى مراسيم افتتاح قصر الفنون النقطة الفارقة في تاريخ المعالم الثقافية بالمغرب الذي استمرت فيه الأشغال حتى خلال فترة الحجر الصحي ليتضح المجهود والجد الذي واكبت بها السلطات المحلية كل هذه المشاريع.

ليس هذا فقط، بل أولت السلطات المحلية أهمية كبيرة لقطاع الصناعة الذي يعد من القطاعات الرائدة في دفع عجلة تنمية المدينة، وهو مصدر رئيسى من مصادر النمو الاقتصادى، باعتباره من القطاعات ذات الإنتاجية المرتفعة والنمو المتسارع، والأيدى العاملة الكثيفة، وعلاقاته القوية مع العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، وبذلت جهودا متواصلة للعمل على توفير المناخ الملائم للنمو الصناعى المستدام القائم على تعزيز التنافسية والتنوع والمعرفة والأبتكار في أفق سحب البساط من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.

فمدينة طنجة بعد جائحة “كورونا” لن تكون كما كانت على كل المستويات الاقتصادي والثقافي والسياحي، ولن تقبل بمقارنتها مع أي مدينة مغربية ولن ترضى أن تصنف سوى في المراتب الأولى. مدينة طنجة عاشت وستبقى مهد الثقافة والسياحة والاقتصاد أبى من أيى وكره من كره.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى