استدرجا أشخاصا للهجرة السرية نصبا عليهم وسرقاهم فكانت هذه عقوبتهما
لم يكن يعتقد “عبد السلام” أن محاولته الهجرة بطريقة غير نظامية، ستقوده نحو السجن بعدها بأسابيع، بعدما حاول استدراج مرشحين معه ليضمن له مكانا بالقارب المطاطي الذي سيحمل آخرين يشاطرونه نفس الحلم.
“عبد السلام” الذي تابعته غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتكوين عصابة إجرامية والنصب على شخصين، كانا من ضمن المرشحين للهجرة السرية بعدما استدرجهما وعرفهما على منظم العملية والذي لا زال في حالة فرار، وذلك حتى يتمكن من تأمين مقعد له من ضمن العشرات من الحالمين ببلوغ الضفة الأوروبية بحرا بطريقة غير نظامية.
المتهم الذي كان رفقة آخر خلال مناقشة ملفهما بطريقة رقمية خلال جلسة اليوم الخميس، قال للقاضي ” لم أفعل شيئا في هذا الملف، سوى أني استدرجت شخصين من تطوان كانا يرغبان مثلي بالهجرة السرية، عرفتهما على “رشيد” الذي كان منظما للرحلة، سلماه ما بحوزتهما، قبل أن يكتشفا أنهما كانا ضحية نصب، هذا الأمر فاجأني، أمسكاني وطالباني بإعادة أموالهما المسلوبة”
فسأله القاضي ” ألم تكن أنت من اتفق مع منظم الرحلة لتنصبوا على المرشحين؟ فأجابه بالنفي، مؤكدا أن لا علاقة له بالملف مبرزا أنه كان بدوره يرغب بالهجرة.
“محمد” كان أقل حظا من “عبد السلام” والذي تابعته المحكمة بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة باستعمال السلاح، وتابعت النيابة العامة المتهم باستدراج مرشح للهجرة السرية، وسرقة حوالي 2 مليون سنتيم في إحدى غابات طنجة بعدما هدده بواسطة السلاح الأبيض.
“محمد” نفى الإتهامات الموجهة له وقال ” أنا لا علاقة لي بهذا الملف، ولا أعرف الشخص الذي اتهمني”، فسأله الوكيل العام للملك ” وما قولك في تعرف الضحية “عبد النبي” عليك والذي اعترف بسرقتك إياه بإحدى الغابات؟”، ولم يجد المتهم سوى الصمت للحظات قبل أن ينكر التهم على لسانه وعلى لسان دفاعه الذي لم ينجخ في أن يجنبه العقوبة.
“عبد السلام” تابعته المحكمة بجنحة النصب وتبين لها مدى صحتها، فحكمت عليه بالحبس 6 أشهر، فيما كان حظ “محمد” أكثر سوءا لتدينه المحكمة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة وأدانته بالحبس 3 سنوات، وهي المرة الثانية التي تلتهم فيها قضبان السجن المتهمين معا.