غضب نقابي وصحافي عارم على مديرية الصحة بجهة الشمال
تعيش المديرية الجهوية للصحة بجهة الشمال هذه الأيام حالة استنفار بعد ارتفاع عدد الوفيات، والإصابات بفيروس كورونا المستجد في مدينة طنجة.
وبحسب الأرقام المعلنة من طرف المديرية الجهوية للصحة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، فإن إجمالي الإصابات بكورونا بلغ3231 بالجهة الشمالية للمملكة، ما يمثل %19,63 من العدد الإجمالي للإصابات على الصعيد الوطني .
وتشير الأرقام ذاتها، أن غالبية الإصابات بالفيروس التاجي سجلت في مدينة طنجة، بعد ظهور بؤر مهنية وصناعية فاقمت الوضع الوبائي في المدينة.
وارتفعت نسبة الوفيات بفيروس كورونا، في الأسابيع الأخيرة بالجهة المذكورة، ما خلف حالة من الاستنفار لدى المسؤولين الجهويين ووزارة الصحة.
في المقابل اختارت المديرية منذ بداية الجائحة نهج سياسة الآذان الصماء مع الأطر الصحية والصحافيين.
أطر صحية غاضبة
أفاد التنسيق النقابي أنه رغم نهجه لمنطق الحوار لحل المشاكل ومعالجة الاختلالات التي يعرفها القطاع الصحي في الإقليم، والتي تتفاقم آثارها السلبية يوما بعد يوم، ما أدى إلى ظهور بؤرة مهنية صحية وإنهاك غير مسبوق للأطقم الطبية، وتراكم الإخفاقات.
وكشف البيان أن “دسترة العمل النقابي يجعل من احترام النقابات احتراما للدستور وإقصاء النقابات تحقيرا للدستور، إضافة إلى أن النصوص المنظمة لاختصاصات المندوبة الجهوية تلزمها بالحوار مع الشركاء الاجتماعيين”.
وأضاف البيان أن مراسلة رئيس الحكومة الأخيرة تنص على ضرورة العمل مع الشركاء الاجتماعيين وهو الشي الذي فعلته عدة قطاعات وأطراف ماعدا قطاع الصحة في طنجة “.
واعتبر البيان ذاته “أن التنسيق النقابي سلك كل الطرق لحل المشاكل وبادر بالحوار، إلا أن هناك جوا من الاستفزاز والتشنج والاحتقان والإصرار على العمل بنفس الطرق التي أدت للكوارث وتكرار نفس السيناريوهات الفاشلة في معالجة التكفل بمرضى كوفيد-19 بالإقليم والتستر على الواقع المر الذي يعيشه القطاع بالإقليم”.
وفي السياق ذاته، اعتبر الفوج الأول من الأطباء المقيمين في المستشفى الجامعي في طنجة، أن الضبابية، تشوب تسيير الجائحة، محليا، كما أن ضعف التنسيق بين مختلف المكونات نتجت عنه اختلالات عديدة في مسار “كوفيد-19″ في مستشفى محمد الخامس، بينها البؤرة الأخيرة، التي سجلت في صفوف الأطر الطبية، والتمريضية، والتقنية”.
الارتباك الذي شهده مستشفى محمد الخامس بطنجة، خلف استنفارا لدى مسؤولي القطاع إذ حلت لجنة تفتيشية إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد في صفوف الأطر الصحية.
وكشفت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحث لواء الاتحاد المغربي للشغل على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن زيارة اللجنة للمستشفى، جاءت بعد ضغط كبير من طرف الأطر العاملة بالمستشفى، بسبب تسجيل إصابات بـ”كوفيد-19″.
وفيات كورونا تعيد وزير الصحة إلى طنجة
وزار وزير الصحة خالد آيت الطالب، للمرة الثانية في أقل من أسبوع مقر ولاية جهة الشمال من أجل لقاء والي الجهة محمد امهيدية، بعدما انتهى من الاجتماع مع مديرة الصحة في جهة الشمال وفاء أجناو، من أجل تدارس الوضعية الوبائية في الجهة.
زيارة الوزير جاءت على خلفية ظهور بؤر مهنية، وصناعية، وعائلية فاقمت الوضع الوبائي في الجهة، وكذا ارتفاع عدد الوفيات في الأيام الأخيرة بعاصمة البوغاز.
وسبق لوزير الصحة في جهة الشمال أن قام بزيارة خاطفة قبل أيام إلى مدينة طنجة، والتقى بعدد من المسؤولين عن القطاع، بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بكورونا في عمالة طنجة، وتسجيل إصابات في صفوف الأطر الصحية بمستشفى محمد الخامس.
مديرية الصحة ترفض التواصل مع الصحافيين
استنكر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية رفض المديرية الجهوية للصحة التواصل مع الصحفيين، حول الحالة الوبائية بالمدينة خاصة على مستوى أقسام الإنعاش ومختلف مراكز الاستشفاء، مع ما تشهده من تواصل احتجاجات الأطر الطبية والتمريضية، وتصاعد مطالب عائلات المرضى حول كيفية اعتماد مراحل العلاج بالنسبة للحالات الحرجة، مع الخصاص الكلي على مستوى الموارد البشرية.
وسجل بلاغ المنابر الصحفية باستغراب لجوء الجهات المعنية إلى التجاهل التام لمجموع استفسارات الاعلاميين لطمأنة الساكنة وعموم الرأي العام الوطني، والذي ما فتئ يتساءل عن حقيقة المزاعم المتداولة والأخبار الزائفة عن الوضع الوبائي بالمدينة.
واعتبر البلاغ “أن المدينة تمر بظروف استثنائية عصيبة، تستوجب تمكين الصحفيين من أولويات عملهم اليومي من أخبار مسنودة بالحقائق درءا لكل الاشاعات، من خلال توفير أجواء مناسبة للصحفيين لأداء مهامهم بعيدا عن الإشاعات، لكشف ما يجري بمستشفيات المدينة بكل شفافية ووضوح”.
وندد المكتب المحلي “بحنين” بعض المسؤولين لممارسات اعتبرها “ماضوية” في تعاملهم مع المهنيين.
ونوه بلاغ النقابة، بالدور الذي تقوم به مختلف وسائل الإعلام بالمدينة، سواء المكتوبة والرقمية والسمعية البصرية، في مواكبة المجهودات التي تبذلها كل المصالح المعنية بتدبير ومتابعة الرصد الوبائي بشكل مباشر وغير مباشر،
كما أكد البلاغ حرص الصحافيين على الإلتزام بقواعد المهنة وتقيدهم بشروط السلامة الصحية وتوفير كل الأجواء المناسبة لممارسة مهامهم، معربا عن الإستعداد للتصدي لكل من يمس بكرامة الزملاء ويتجاهل حقهم المشروع في الحصول على المعلومة.