الإفتتاحية

الشليح.. يا ليتك سكت..

تصريح غريب ذلك الذي أدلى به الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، نبيل الشليح، مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت أمس، بدائرة المضيق الفنيدق. قال الرجل في تصريح منسوب له نقله موقع “شمالي”: “نتائج الانتخابات التي أعطت الفوز لمرشح التجمع الوطني للأحرار أحمد المرابط السوسي، تبين من خلالها أن هناك عوامل أخرى تتحكم في النتائج بهذه المنطقة، من خلال استعمال الأدوات غير المشروعة من قبيل شراء ذمم المواطنين من أجل التصويت على مرشح معين”.

قبل هذا التصريح بيومين تقريبا، وعقب انتهاء مهرجان خطابي، أطره الوزير عزيز رباح، بمدينة الفنيدق، وحضره المئات من أنصار الحزب، قال الشليح، “كل المؤشرات تؤكد أننا حسمنا المقعد البرلماني”!!

ما يهم هنا هو الاتهام المبطن الذي وجهه الشليح، الذي فشل في أول امتحان حقيقي له بعد انتخابه كاتبا جهويا، إلى المرشح الفائز المنتمي للأحرار، باستعمال المال الحرام وشراء الذمم، وغير ذلك من الاتهامات التي تحتاج إلى البينة.

أول شيء كان يمكن أن يقوم به الشليح بدل إطلاق الاتهامات بشكل جزافي، هو الاعتراف بخسارة المقعد، وتهنئة الفائز، فالفارق كبير، (نحو2000 صوت كفارق) علما أن نسبة المشاركة كانت جد ضعيفة، وكان الأمر منتظرا وغير مفاجئ لكثير من المتتبعين.

لكن الرجل سلك منحى آخر وهو إطلاق الاتهامات للتغطية على عجزه في تدبير هذه الانتخابات الجزئية والتعبئة لها.

تصريحات الرجل الأولى التي قال فيها إنه حسم المقعد البرلماني بشكل كبير، شكلت امتعاضا لعدد من أعضاء الحزب الذين استغربوا كلام الرجل، قبل أن تفاجئهم النتيجة، التي شكلت هي الأخرى صدمة كبيرة للمرشح ولعدد من المناضلين الذين كانوا يتحركون إلى جانبهم أثناء الحملة الانتخابية.

وبدل أن يطلق الشليح الاتهامات، كان عليه مثلا أن يتسائل حول أسباب فشل مهرجان بوليف الخطابي، في مدينة مرتيل، إذ حضر بضع عشرات من مناضلي الحزب لمتابعة خطاب الوزير بوليف، في الوقت الذي يبلغ فيه تعداد سكان المدينة ما يناهز 60 ألف نسمة.

كان على الشليح أيضا أن يقف وقفة تأمل مع النتائج التي حصل عليها حزبه، والتي تشكل فضيحة بكل المقاييس، إذ كيف يسير الحزب مدينة بحجم الفنيدق ويحصل فيها على1200 صوت، في حين أن رئيس بلدية المضيق، المدينة الأقل من حيث عدد السكان مقارنة بالفنيدق، حصل فيها المرشح الفائز على أزيد من 2300 صوت، إذ كانت أصوات هذه المدينة حاسمة بشكل كبير في الظفر بهذا المقعد البرلماني.

النتائج التي حصلها عليها حزب “المصباح” تسائل الكاتب الجهوي، والكاتب الإقليمين والمحليين بالمنطقة حول أدائهم وطريقة اشتغالهم وحقيقة تواصلهم مع المناضلين ومع الرأي العام.. فهذه النتائج تمثل جرس إنذار، وجب وضعها بعين الاعتبار في أفق الانتخابات الجماعية والبرلمانية المقبلة.

 

 

 

 

 

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى