قصيدة للدكتور أحمد الصمدي بعنوان “مـَوتُ البـَحْــر”
مـَوتُ البـَحْــر
يَعُودُ صباحُ أُغنيتِي وَحِيداً
لِلِكْسُوسَ الحزينةِ حُزْنَ صَوْتِي
حُطامُ قَوَارِبِ المَوتَى
يَصيحُ بِمَوْعِدِ المَوْتِ…
شُمُوعٌ تَسْتَجِيرُ بِنَارِ مَوْقِدِهَا
وَنَاءَ البحرُ بالشَّجَنِ
تَوَالَتْ أَوْجُهُ الكَفَنِ
وشَاخَتْ جَمْرَةُ الوَقْتِ
عَلى أغصانِ دَالِيَةِ البِدَايَة
* * *
يَعُودُ صباحُ أُغنيتِي وَحِيداً
لِلِكسوسَ الجريحةِ جُرحَ عِطْرِي
وأنتَ تَسيرُ وَحْدَكَ
فِي خُطوطِ دَلِيلِكَ الفِطْرِي…
بَقَايَا العُنْفُوَانِ لَكَ انْصِهَارٌ،
لَا تُرَاقِبْ صَمْتَ حَافِلَةِ الضَّبَابْ
وَجُوعَ قَوافلٍ تَقْتاتُ مِنْ دَمِنَا
تُسافِرُ فِي شقوقِ النارِ لَيْلاً
وَتَرجعُ فِي النَّهارِ إلى السَّرابْ.
* * *
دُخانُ السَّادةِ الغُرَبَاءِ
يَمتصُّ انتظارَ السَّاحَةِ الغَضْبَى
ويَغْرِزُ فِي الصَّباحِ جُنونَ مِخْلَبْ
مَتى كانتْ ذِئابُ الليلِ قُرْبَى
مَتى كانَ الظَّلامُ دليلَ مَرْكَبْ ؟؟
فَخَلِّ البحرَ يَرْثِي النَّايَ وَحْدَه
وَأَشْعِلْ بَرَّكَ المَنْفِيَّ حَرْبَا.
* * *
لِلكسوسَ الحزينةِ وجهُ غَرْقَى
وأنتَ لكَ الصباحُ المُرُّ رَايَة
للكسوسَ الحزينةِ وَجْه ذِكْرَى
وأنتَ لك الصباحُ المُرُّ آيَة.
صَباحاتُ الأنينِ لهَا نِهَايَة
عَذاباتُ السنينِ لهَا نِهَايَة
وَمَوْتُ البَحْرِ لَيْسَ لَهُ نِهَايَة.
أحمد الصمدي
العرائش2000