المؤبد لمقترف جريمة “بني ورياغل” الشهيرة
لم يكن “منير” يعتقد أن تلك اللحظة التي ودع فيها والدته وخرج من البيت ستكون هي الأخيرة، ولن يقابل وجهها مجددا، خرج “منير” من بيته لقضاء بعض الأغراض قبل سفره لإحدى دول الخليج حيث يشتغل مستخدما هناك، كانت تلك هي لحظاته الأخيرة قبل ان تسقطه طعنات غادره من جاره وتتركه غارقا في دمائه الحمراء.
في أحد أيام دجنبر من سنة 2019، اهتز حي بني ورياغل على وقع تلك الجريمة التي شغلت الناس كثيرا بمنطقة بني ورياغل بطنجة، أعد “منير” حقيبته ليستعد لمغادرة طنجة في اتجاه غحدى الدول الخليجية، بعدما خطف بضعة أيام زار فيها والديه والتقى أصدقاءه وتنفس هواء طنجة البهي، توجه “منير” نحو الحلاق حلق شعره ولحيته، أدى ما عليه من نقود، واتجه نحو منزله ليحزم حقائبه للسفر، وقبل أمتار من بلوغه المنزل رمقه جاره “عماد” الذي سبق وأن دخلا في مناوشات سابقة، اقترب نحوه بروية ثم أخرج “عماد” سكينه وطعنه طعنات قاتلة أردته قتيلا وأغرقته في دمائه، ففر نحو وجهة غير معلومة، ليترك جاره غارقا في دمائه لتهتز منطقة “بني ورياغل” كلها، مات عماد فترك والديه دون معيل.
بعد سنة من الواقعة، يتواجه المتهم مع قاضي غرفة الجنايات الابتدائية، في جلسة تواجه فيها الطرفان عن بعد، فحاول المتهم إنكار التهم التي اعترف بها أثناء التحقيق معه حيث قال ” لقد كان يستفزني ويحتقرني، وذات يوم صفعني، لم أكن أستسيغ تلك اللحظات ففكرت في الانتقام، علمت بقدومه لطنجة، استعدت لمواجهته فأحضرت سكينا معي، كان عائدا لبيته فتوجهت نحوه وطعنته طعنات وأشقطته صريعا، هذا ما أتذكره من ذلك اليوم”
“منير” لم يمت وحده ذلك اليوم، فقد عاشت أسرته أياما وشهورا من الحزن والأسى بعد فارق عزيزهم الدنيا وهو لم يتجاوز الثلاثينيات من عمره، تفاصيل الجريمة ووقائعها لم تترك مجالا لتخفيف العقوبة عن المتهم، والذي ظل ينتظر مداولات المحكمة قبل أن ينطق القاضي ” حكمت المحكمة على المتهم بالسجن المؤبد..” هكذا كانت نهاية ملف بني ورياغل الشهير، وهكذا سيقضي المتهم ما تبقى من حياته وهو يردد ماذا لو لم أقتله، ماذا لو تركته يسافر، ماذا لو سيطرت على غضبي وسامحت “منير”