مجتمع

“البيصر”.. أشهر أكلة بالشمال للوقاية من برد فصل الشتاء

اعتاد المغاربة على برودة الطقس في هذه الفترة التي يسمونها “الليالي”، وفيها تضطرب الأجواء وتهطل الأمطار بغزارة، وتسقط الثلوج بكثافة، مع ما يصحبهما من برد قارس ورياح قوية في عدة مناطق. ويعد المغاربة العدة للبرد كل سنة، خاصة في جبال الأطلس والريف نظرا لبرودة الطقس.

ومن بين الوسائل التي يتخذها المغاربة سلاحا لهم ضد البرد والثلج طريقتان، الأولى ارتداء الألبسة الصوفية والجلدية، وتجهيز البيوت بالمدفآت الحديثة في المدن، بينما في البوادي والأرياف يقطع القرويون الأشجار، ويقومون بتخزين حطب التدفئة في المخازن لاستعمالها للتدفئة. أما الوسيلة الثانية فهي تناول أطعمة معينة خلال فصل الشتاء لتقيهم برودة الجو وتمنحهم طاقة تدفع عنهم البرد.

ويقبل المغاربة في مثل هذه الأجواء الباردة على تناول الأطعمة الساخنة التي تزود الجسم بالطاقة بشكل مختلف عن باقي فصول السنة، وهناك مثل مغربي معروف يقال في مثل هذه الحالات “في فصل الشتاء تناول الطعام وحدك ونم مع عشرة أفراد، وفي فصل الصيف تناول الطعام مع عشرة أشخاص ونم وحدك”، دلالة على أن الفرد منا يحتاج للطعام في الشتاء أكثر مما يحتاجه في الصيف. ومن بين هذه الأطعمة هناك لحم القديد و “الحريرة” و “البيصارة”.

وتعد أكلة “البيصارة” أو “البيصر” باللهجة الشمالية، الأشهر في فصل الشتاء، وهي عبارة عن فول مجفف مجروش يفضل أن يكون من النوع البلدي، تتم إزالة القشرة عنه ليتم طهوه في الماء مع بعض الخضراوات والتوابل وزيت الزيتون. وتقدم ساخنة مع خبز الشعير أو القمح، سواء في وجبة الغداء أو العشاء، وهناك أيضا من يفضل تناولها في وجبة الفطور.

وتعتبر «البيصارة» طعام الأغنياء والفقراء على حد سواء، لكنها تبقى أكثر انتشارا وسط الطبقات الفقيرة. وذلك راجع لرخص ثمنها وسهولة تخظيرها. كما تحتوي على قيمة غذائية كبيرة وينصح الأطباء بتناولها، لأنها غنية بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والفوسفور.

كريم ر. طباخ بمطعم بحي شعبي، أخبرنا أن “البيصار” هي وجبة غذائية كاملة تتكون من مواد طبيعية 100/100 وزيادة على ذلك فهي تباع بسعر رخيص لا يتعدى 5 دراهم للوجبة، يعني في متناول كل فئات الشعب المغربي”.

واسترسل كريم، أنه “لا يمكن أن يجوع أحد في المغرب ولله الحمد لرخص ثمن هذه الوجبة، وخاصة فهي تسد رمق المستضعفين في هذا البلد، كما أنها لها فوائد صحية كبيرة ، وخاصة في هذه الأوقات من فصل الشتاء حيث يكثر الطلب عليها”.

أما محمد ش. زبون بذات المطعم فيقول، “إن إسمها المحلي في منطقة جبالة البَيْصَرْ ، وهي أكلة مرتبطة بالفقر المدقع لقد كان أكلتنا شبه يومية أيام الصغر ولما كانت السماء تمطر لمدة 3 أشهر متتالية ، كان أكلنا خلال هذه المدة هو البيصر ، والفُوَّالْ وهي أكلة الفول بقشوره وهي اكلة لذيذة تحظر كأكلة المرقة لكن بالفول وحده وكذلك كنا نأكل البقول”.

يضيف محمد، “أما البصر فنظيف إليها اللفت الذي يعطيها نكهة خاصة . أما الآن فآكلها من حين لآخر ولو مرة في الشهر هذه الأكلة ارتبطت بنا حتى قيل لنا “جبالة وكالين البصر”، وكانت تحقيرا لنا على إفراطنا في أكلها نظرا لفقر أهل الشمال لكن الحال تبدل وأصبحت أكلة المغاربة”.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى