يبدو أن رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، التقطت جيدا إشارة الداخلية، في إطار تعامله مع الوالي وعمال أقاليم الجهة التي يرأسها، وتجلى ذلك بشكل واضح أثناء انعقاد لجنة الإشراف والتتبع للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، قبل نحو أيام.
مصادر مسؤولة داخل الجهة، كشفت لموقع”9 أبريل” أن هذا اللقاء الذي ترأسه الوالي، وجه فيه العماري رسالة واضحة ومباشرة لمديرة الوكالة، التي كانت تخطط للمشاريع وتبرمجها بعيدا عن أعين الوالي وعمال الأقاليم، إذ قال لها بنبرة تحذير:” من الآن فصاعدا يجب أن لا تبرمجي أي مشروع أو تعقدي أي صفقة دون استشارة الوالي أو عمال الأقاليم”.
رسالة العماري هاته وفق المصادر، بقدر ما كشفت عن المشكلة الحقيقية التي كان ينزعج منها الوالي اليعقوبي، والمتمثلة في برمجة مشاريع بعيدا عن السلطة ودون حتى إخبارها، بقدر ما وضعت حلولا لها بجعل المديرة بشكل أو بآخر تابعة لرقابة الوالي اليعقوبي.
ويرى مراقبون أن العماري شعر بأن استمراره في منصبه ربما يكون رهينا بمدى تجاوبه وانسجامه مع الداخلية، وبالتالي بدل أن يوجه انتقاداته إلى السلطة، فإنه حول وجهتها إلى حكومة العثماني، الذي اعتبرها المسؤولة الأولى عن عدم تنزيل مقتضيات الجهوية كما نص عليها الدستور.
