الإفتتاحية

الفرار الكبير

حالة من الصدمة يعيشها الرأي العام وهو يتابع ما يجري بسواحل الشمال، وتحديدا من شاطئ مرقالة بقلب طنجة مرورا بالقصر الصغير، ووصولا إلى شاطي الفنيدق المحاذي لمدينة سبتة المحتلة.

جحافل بشرية منتشرة على طول الطريق المتجه نحو سبتة المحتلة، بينهم مئات الأفارقة نساء ورجالا وأطفالا، وعينهم على دخول المدينة المحتلة، بعدما وصلها الآلاف من المهاجرين سباحة في واحدة من أكبر عمليات الهجرة السرية التي شهدتها المدينة المحتلة.

منذ صباح أمس، عجت مواقع التواصل الإجتماعي بصور ومشاهد أطفال ونساء وقاصرين وهم محتجزون داخل سبتة المحتلة، من لدن الحرس الإسباني والشرطة الوطنية الإسبانية.

وبقدر ما امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بصور المهاجرين وهم محاصرون في سبتة المحتلة، بقدر ما كثرت التفسيرات والتأويلات حول أسباب ما وقع، معظمها تقول إن المغرب توقف عن لعب دور الدركي لفائدة الجارة الإسبانية، كرد فعل ربما عن استقبال زعيم الإنفاصاليين الذي دخل التراب الإسباني بهوية مزورة، وبررت السلطات الإسبانية الأمر بأنها استقبلته لدواعي إنسانية، فكان رد المغرب بطريقة غير مباشرة، أن هناك أفارقة أيضا عليكم استقابلهم بدافع إنساني.

طيلة صباح اليوم والقنوات الإسبانية تسوق لفكرة أساسية وهي أن الهجرة الجماعية لسبتة المحتلة ووصول أزيد من 6000 مهاجر، سببها الأوضاع الإجتماعية والإنسانية الصعبة التي يعيشها هؤلاء في بلدهم، وبعضها تحاشى الخوض في الأزمة السياسية بين البلدين، والتي مردها استقبال غير مفهوم ولا مبرر لزعيم الإنفصاليين، فيما بعض القنوات صارت تطبل لصوت اليمين المتطرف”VOX” الذي طالب زعيمه هذا الصباح بوقف تسليم تأشيرات “شينغن” للمغاربة.

غير أن الحقيقة التي يتحاشي الكل الخوض فيها، وهي أن المغرب ضاق ذرعا من ممارسات الأصدقاء قبل الاعداء، وقرر أن لا يترك مصير قضيته الأولى وهي الصحراء المغربية بيد الغير. المغرب اليوم أحب من احب وكره من كره اصبح قوة اقليمية إن على الصعيد الاقتصادي او العسكري، وأن الرفاه الذي تنعم به أوروبا هو سببه.

 

وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لازال المئات من المهاجرين يتوافدون على مدينة الفنيدق استعدادا لإقتحام جديد للمدينة المحتلة، الأمر الذي استعدت له السلطات الإسبانية التي دعمت المدينة ب 200 شرطي إضافي، كما استدعت وحدات من الجيش لاستتباب الأمن في المدينة.

ولأن الوضع صار مقلقا في معبر “تراخال” فإن الحكومة الإسبانية استدعت سفيرة المملكة بمدريد للتشاور معها، في محاولة لفتح باب الحوار المغلق منذ رفض السلطات الإسبانية تقديم تبرير منطقي لأسباب استقبال زعيم الإنفصاليين بأحد المستشفيات الإسبانية.

الساعات المقبلة ربما تحمل جديدا بشأن المشاورات الجارية حاليا بمدريد، وربما يعلن عن حل للأزمة بين البلدين سيما وأن رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” أكد على علاقة الصداقة والتعاون بين المغرب واسبانيا والتي قد تساعد في حل أزمة توافد المهاجرين على تراب المدينة المحتلة.

 

 

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى