لم يكن مريضا!.. لهذه الأسباب غاب عمدة طنجة عن دورة الميزانية!
تساؤلات كثيرة طرحها المتتبعون للشأن المحلي حول الغياب غير المنتظر لعمدة طنجة، البشير العبدلاوي، عن أشغال الجولة الثانية لدورة أكتوبر، باعتبارها أهم الدورات على الإطلاق، إذ فيها تُناقش ميزانية المجلس ويصادق عليها.
النائب الأول لعمدة طنجة، محمد أمحجور، الذي ترأس الجلسة، صباح اليوم، برر غياب الرئيس بكونه “مريضا” على حد وصفه، قبل أن يشرع في أشغال الدورة.
تساؤلات عدة طرحها المتتبعون للشأن المحلي بالمدينة حول هذا الغياب، أبرزها “متى غاب العبدلاوي عن الدورات المهمة بالمجلس؟، فحتى مرضه أحيانا لم يكن يقعده عن الحضور، عندما كان في المعارضة، “أما إنه اليوم يرأس المجلس، وفي دورة كهاته، فكيف غاب وما الدافع الأساس لغيابه”؟ يتسأل أحد المستشارين.
تساؤل آخر طرحه مستشارون، ربما قد يكون سببا دفع العمدة إلى التحجج بمرضه، وهو التوترات المتتالية التي بدأت تظهر في الجلسات الأخيرة، والتي يعتبرونها “غير صحية”، وذلك عندما يقتحم الجلسة العشرات من غير المستفيدين من عملية توزيع أسواق القرب، فيحدثون في المجلس صخبا، كما وقع خلال الجلسة الأولى من الدورة الماضية.
يرى العمدة، وفق مصادر “9 أبريل”، أنه ليس الوحيد المسؤول عن هذا الملف، ولا يتخذ فيه القرار لوحده، بل إن هناك أطرافا أخرى لها علاقة به، وبالتالي يرى أن الهجوم عليه واقتحام دوراته، على النحو الذي وقع قبل نحو أسبوع، هو أمر غير مبرر ما أصابه بتذمر كبير.
وعلى غير عادته، لم يرد عمدة طنجة على اتصال لموقع “9 أبريل” لمعرفة الأسباب التي دفعته للغياب عن أبرز دورة للمجلس في السنة على الإطلاق.
وبالمقابل، يطرح مستشارون آخرون أسئلة أخرى، حول غياب العبدلاوي المفاجئ، لعل أبرزها هو علاقته بالسلطة المحلية.
مصدر من داخل المجلس رفض الكشف عن هويته، صرح لموقع “9 أبريل”، بأن علاقة العمدة بالسلطة ليست على مايرام، وقد يكون هذا سببا آخرا يفسر غيابه عن جلسة اليوم.
كيف ذلك وهو الذي لم يلتق بوالي الجهة منذ أكثر من أسبوعين؟ يسأل موقع “9 أبريل” نفس المصدر، فيجيب “ليس بالضرورة أن يكون للعمدة خلاف مع والي الجهة، ربما يكون مع رئيس الدائرة الجديد الذي عاتبه العمدة في الجلسة الأولى من دورة أكتوبر، عندما تباطأ في إخلاء القاعة من المواطنين الذين اقتحموها وبدؤوا يصرخون داخلها”.
ويضيف المصدر أن العمدة حينها اشتكى للوالي مباشرة، والذي لم يتأخر في إرسال الدعم إلى المجلس لإنقاذ الرئيس من ورطته.
سبب آخر من بين أسباب كثيرة، قد تكون وراء غياب العمدة عن جلسة اليوم، وتتعلق أساسا بالكلام “الجارح” الذي تلفظ به مستشار من الأصالة والمعاصرة في حق الرئيس، بعدما قرر طرده من المجلس بسبب عدم انضباطه للقانون الداخلي.
وهناك سبب آخر مرتبط بأغلبيته، وتحديدا بمستشارين من حزبه، هؤلاء يقول مصدر مقرب من العمدة، بأن بعضهم تحول إلى المعارضة ونسي أنه في الأغلبية كما حصل مع المستشار حسن البحري، وأكثرهم يحضر الدورات ويفضل الصمت، على أن يناقش ويدافع عن العمدة.
وتحول بعضهم، يضيف المصدر، إلى أرقام فقط داخل المجلس، فلا هم ينتجون ولا يناقشون، ولا حتى يحضرون دورات المجلس ولجانه.
إذن هي أسباب كثيرة، وفق المراقبين، جعلت عمدة طنجة، يغيب عن جلسة اليوم، ويبقى المرض، سبب غير مقنع برأي كثيرين، خصوصا إذا علمنا أن الرجل حضر لقاءات وجلسات ودورات سابقة كان يحتاج فيها أن يجلس أمام الطبيب وليس أمام المستشارين!!