حوادث

انتحار المعتقل أسامة الغراس: كم سِرًا رافقه إلى قبره؟

ووري الثرى بعد عصر اليوم، بمقبرة المجاهدين بطنجة، جثمان الهالك، أسامة الغراس، وسط حشود غفيرة من أصدقائه ومعارفه وأبناء حيه.

الهالك وفق بلاغ لمندوبية السجون، انتحر في غفلة من الجميع، ولم تفلح المحاولات التي قام بها موظفو المؤسسة السجنية لإنقاذه”.

الغراس كان نزيلا بسجن سلا، على ذمة الاعتقال الاحتياطي في إطار قضايا التطرف والإرهاب، وليس هذه المرة الأولى التي يعتقل فيها فقد سبق له أن قضى عقوبة سجنية في قضية مماثلة.

وتعيش عائلة الهالك على وقع الصدمة، منذ سماعها لخبر انتحاره، يقول مصدر مقرب من العائلة في حديث لـ “9 أبريل” إنه عائلته زارته في السجن 24 ساعة قبل انتحاره، ويضيف:” كان هادئا وبدا عاديا في كلامه، كان يتحدث مع أمه التي دعت له بالفرج القريب وبادلها الإبتسامة وودعها عند انتهاء مدة الزيارة”.

يؤكد ذات المصدر أن خبر انتحاره نزل كالصاعقة، على والديه وزوجته التي تحمل جوازا بريطانيا وكانت تفكر في تنفيذ إجراءات اصطحاب زوجها معها إلى بريطانيا.

حاول موقع “9أبريل” الوصول إلى أسباب انتحار الرجل، غير أن عائلته المكلومة كانت تلوذ بالصمت، فلا أحد يريد الحديث، “مات أسامة رحمة الله عليه” يقول أحد إخوته، الذي انزوى إلى ركن بعيد في الحي الذي يقطنه، وهو بلا شك يحمل في رأسه تساؤلات كثيرة حول أسباب انتحار شقيقه.

إدارة السجون تقول إن أسامة انتحر شنقا باستعمال ملابسه الداخلية والسلم المخصص للصعود إلى الأسرة، مؤكدة أنه تم إبلاغ النيابة العامة وذوي المعتقل بحادث الانتحار وفقا لما ينص عليه القانون.

ظغوط نفسية

يروي أحد المقربين من أسامة أنه سبق له وأن قام بمحاولة انتحار في وقت سابق، عندما كان سجينا بطنجة، لكنها كانت مجرد محاولة من أجل إثارة الانتباه إليه، ومنحه حقوقه كسجين.

يؤكد المصدر ذاته، أن الهالك عاش في الآونة الأخيرة، سيما بعد اعتقاله من لدن فرقة مكافحة الجريمة التابعة لعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ضغوطا نفسية كثيرة، فصك المتابعة كان ثقيلا جدا، وفصوله تصل العقوبة فيها إلى 30 عاما.

يستطرد المصدر أن أسامة لم يبح يوما أنه يفكر في وضع حد لحياته، لهذا السبب جعل عائلته تعيش على وقع الصدمة ولازالت، سيما أمه التي كانت جلس معها 24 ساعة قبل انتحاره.

لغز التحقيق

تروي المصادر أن محضر التحقيق الذي أنجزه الضابط التابع لفرقة “البسيج” الخاص بالهالك، كان يتضمن أسماء وازنة لبارونات المخدرات هنا بطنجة، الذين كانوا يستعملون أسامة، في عدة عمليات تتعلق باسترجاع المخدرات المسروقة أو الأموال المنهوبة، أو ما شاكل ذلك من عمليات الخطف والإبتزاز.

وتضيف المصادر أن هؤلاء بمجرد ما سمعوا نبأ اعتقال أسامة، فر عدد منهم خارج أرض الوطن، وبعضهم اختفى عن الأنظار، وأذنه على الأخبار التي تأتي من فرقة “البسيج” وسؤال الوحيد الذي ظل يتردد طيلة تلك الفترة، هو “لمن جبد أسامة؟”.

“ربما يكون أسامة قد التزم الصمت ولم يفصح عن أي اسم من الأسماء التي كان يشتغل معها” يقول أحد المقربين من الهالك، قبل أن يضيف: “وقد يكون العكس وقد تكون هناك اتصالات جرت بينه وبين الأسماء التي كشفها للمحققين وبالتالي مارسوا عليه تهديدا وضغطا كبيرين، وكان ذلك سبب إقدامه على الإنتحار”.

مات سره معه

هذه العبارة ترددت على كثير من الألسن التي حضرت جنازة الهالك أسامة الغراس، إذ لم تفضل الدخول في أي حديث حول الموضوع.

عدد غير قليل من أصدقائه كانوا يدعون له بالرحمة والمغفرة، لم يشأ أحد منهم أن ينبش في ماضي الهالك، كانوا ينتظرون لحظة وصوله لتوديعه.

إحدى السيدات اللواتي حضرن جنازة الهالك، وكانت تحمل ابنة أسامة الوحيدة، كانت تتوفه بكلام يحمل أكثر من علامة استفهام، كانت تقول وعيناها تغزر دمعا:” عزاوك فشبابك وفبنتك”!! يبدو أنها مقربة جدا من العائلة، لكن كلامها يحتاج إلى تفسير ذلك أنه يقال عادة لشخص يتعرض للقتل وليس الانتحار كما هي حالة أسامة الغراس.

 

 

 

 

المصدر
موقع 9 أبريل
[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى