شجار بالمنشار!!

مدير النشر
لم يجد نظام الحكم في السعودية، لتبرير خطيئته الكبرى، ، في قتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليته بإسطنبول، سوى هذه الجملة المرتبِكة: “وقع شجار بين المواطن جمال خاشقجي وبين أشخاص داخل القنصلية أدى إلى وفاته”.
هل سمعتم عن شجار وقع يوما ما داخل قنصلية بلد ما أدى إلى “وفاة”؟ فالمتأمل في كلمة شجار، لا يمكن أن يفهم أكثر من وجود تلاسن بين شخصين سرعان ما يتم فضه، إما بتدخل حراس الأمن الخاص، أو أن أحد الطرفين يتنازل، ذلك أن فضاء القنصلية له حرمته واحترامه.
القول بأن شجار أدى إلى وفاة خاشقجي، جر على المسؤولين السعودين وابلا من التعليقات الساخرة في العالم الأزرق، وفي باقي منصات التواصل الاجتماعي، أرأيتم شجارا يستعمل فيه المنشار؟ وهل الذي يصطحب معه منشارا إلى القنصلية، يكون غرضه الشجار، أم شيئا آخر؟
لو كان النظام السعودي سكت ولم يقل شيئا، لكان أفضل له من أن يخرج بهذا التبرير السخيف، على حد تعبير أعضاء من الكونغرس الأمريكي.
أعتقد أن أسخف تبرير لجريمة استخباراتية وقعت في العالم، هو هذا الذي قدمه النظام السعودي حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، والأغرب من هذا كله أن وفاة هذا المواطن داخل قنصليته بلاده بإسطنبول، دفعت الملك سلمان إلى عزل أحمد عسيري نائب رئيس الإستخبارات، وسعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي برتبة وزير، و18 ضابطا سعوديا.
لماذا كل هذه الإجراءات؟ فالأمر يتعلق بوفاة شخص جراء عملية شجار، والإجراء الطبيعي هو أن تسلم جثة الهالك، إلى أهله لدفنه، ويُقدم من تسبب في وفاته إلى العدالة وهكذا تطوى هذه القصة.
النظام السعودي كان يريد أن يقول شيئا في هذه العملية الإستخباراتية القذرة، لكنه مع الأسف قال ما لا يقبله العقل ولا يصدقه المنطق..
العالم بأسره ينتظر الرواية التركية لماذا حدث، فنتائج التحقيقات ومن خلال عدد من المؤشرات يبدو أنها ستفصح عن حقائق صادمة، الأكيد أن العالم سيصدقها، وسيستمر في الحديث، بالمقابل، بكثير من السخرية عن نظام قام بأغبى عملية تصفية وقعت في التاريخ، وعندما حاول تبريرها ركب جملا وعبارات لن يصدقها حتى من ألفها ومنحها لوكالة الأنباء السعودية لنشرها.