كواليس المدينة

عوالم “البزناس” الخفية -الحلقة الأولى-

تجار المخدرات يفضلون الإشتغال في صمت وفي سرية تامة، لا يثقون في أحد، يعانون جميعا هناك بعض الإستثناءات، من مرض يسمى في علم النفس ب”الوسواس القهري”، هذا المرض يجر عليهم مشاكل كبيرة لا تنتهي.

أغلب من يعانون من هذا المرض يتحدرون من الجبل والقرى، بينهم شباب في العشرينيات، نزلوا إلى المدينة قبل سنوات قليلة، وصاروا اليوم يمتلكون “طريق دالحشيش والكونطاكط مع ناس دالخوزيرات)، هؤلاء تجدهم يلبسون ثيابا باهضة الثمن، “Dolce&Gabbana” “gucci ” وغير ذلك من الماركات العالمية المشهورة.

البعض رغم أنهم ليسوا مهربين كبار، غير أنهم استفادوا من أخطاء الآخرين، إذ فتحوا محلات تجارية، محلبات عصرية مطاعم، ومنهم من فتح متجرا لبيع السيارات الفاخرات، في محاولة لتبيض أموالهم.

يدعي البعض من هؤلاء أنهم يقومون بأعمال الخير والإحسان، لكنهم لا يقومون بذلك إلا حاجة في نفس يعقوب.

يفضل “البزناز” خصوصا من طفا مؤخرا على سطح التهريب، مثلا أن يمنح لبائعات الهوى ملايين السنتيمات وربما سيارات، وقد يصل الأمر إلى أن يكتب شقة في اسمها، مقابل نزوة عابرة، فيما آخرون ابتعدوا تماما عن هذا المجال لأنه محفوف بالمخاطر.

يفعل “البزناز” ذلك، في الوقت الذي لن تجده يساهم في بناء مستشفيات أو مراكز لتصفية الدم أو الكلي، كما لم نسمع عن أي أحد منهم ساهم في صندوق “كورونا” الذي أطلقه الملك.

قد يقول قائل، لماذا تتحاملون على هؤلاء؟ فخيرهم ومنحهم وعطاياهم لا يحبون إظهارها وهم يعملون بالحديث النبوي “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، بل أكثر من ذلك فهم لا يردون طلب المحتاجين( إذا جبروهوم أو جابوهوم فتلفون).

يغير  تجار المخدرات هواتفهم وأرقامهم كما يغيرون ملابسهم الداخلية، وهذا من علامات مرض “الوسواس” الذي ابتلوا به، هم يعتقدون أن هواتفهم مراقبة من لدن المخزن، وهذا من غبائهم، ذلك أن عمليات التصنت تخضع لتقنيات أخرى لا يدركها إلا أولوا العلم.

في الحلقة المقبلة نتحدث عن بعض هؤلاء سيما المهربون الجدد، وفق معطيات حصرية تتوفر لدينا، وسنشكف كيف استطاعوا مراكمة أموال طائلة، ومن ساعدهم في ذلك؟؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى