تاجر بمآسيهم.. شباب “قصر المجاز” يثورون في وجه الحسناوي ويطالبونه بالرحيل
قضى رئيس جماعة قصر المجاز، الواقعة بتراب عمالة الفحص أنجرة، ساعات من الجحيم، عندما وجد نفسه محاطا بعشرات من شباب القرية العاطلين عن العمل، الذين رفعوا شعارات تطالب برحيله.
ولم يتردد شباب القرية في الهجوم على الرئيس، عبد السلام الحسناوي، الذي رفض في الوهلة الأولى الخروج إليهم، وهو الذي كان داخل قاعة الجلسات يتابع شروحات مكتب الدراسات بشأن تصميم تهيئة منطقة قصر المجاز/تاغرامت.
الحسناوي بدا مرتبكا غير مدرك لما يقوله، متلعثم في الكلام، لا يملك أجوبة للأسئلة الحارقة التي وجهها إليه الشباب، يقولون له:”وعدتنا بالتشغيل، عندما جئت إلينا تتوسلنا للتصويت عليك واليوم أدرت ظهرك لنا”، إعتقد أنه ذكي فرمى الكرة في ملعب السلطة، غير أن فطنة أحد الشباب جعلته يقاطعه قائلا:” نحن لم نصوت على السلطة نحن صوتنا عليك”، قبل أن يوجه إليه آخر كلمات قاسية قائلا له:” أنت كذاب أن تبيع لنا الوهم بعدما قمت بالتلاعب بأصواتنا واليوم تتلاعبت بمناصب تشغيلنا”.
وضع الحسناوي نفسه في ورطة عندما خرج إلى الشباب المتحمس، فلم يجد بدا من مخاطبتهم، وقد أنهكه صراخهم في وجهه، فبدأ ينظر يمنيا وشمالا، كان يبحث عن من ينقذه من هذه الورطة، فجأة يظهر أحد المستشارين بربطة عنق زرقاء، حاول تهدئة الشباب، لكنه فشل في ذلك.
هرب الحسناوي من حلقة النقاش تحت صفير وهتافات الشباب، “الحسناوي مشي فحالك الجماعة ماشي ديالك”، قبل ذلك، حاول الحسناوي منع أحد الصحفيين من التصوير، فارتمى نحوه محاولا خطفه هاتفه النقال، حتى في هذه لم ينجح فيها، وقوبل سلوكه باستهجان كبير من قبل الشباب وعدد من نوابه.
الحسناوي الذي تحاصره فضائح كبيرة، أبرزها تورطه في نزع ملكية عقارات الساكنة بأثمنة بخسة، وقد عمل وسيطا عقاريا لفائدة وكالة طنجة المتوسط عندما كانوا ينجزون المركب المينائي، (حتى مجنونو المنطقة يعلمون ذلك)، كما دخل في علاقات مع “مافيا” هولندية عن طريق المساهمة في شركات والقصة معروفة لدى الساكنة. يحاول اليوم دفع التهم عنه وتبيض ماضييه بكون يحمل هموم الشباب ومشاكلهم.
يقول أحد المحتجين “إن وعود الحسناوي الإنتخابية تبخرت الآن ولم يعد قادرا على تقديم أجوبة على أسئلتنا، رد عليه آخر ساخرا : “الحسناوي يملك مشاريع عقارية لما لا يشغل معه هؤلاء الشبان”.
البرلماني الحسناوي فر إلى فندقه بقصر المجاز، وهو يتحدث غاضبا في الهاتف، إذ يوجه اتهامات إلى أحد نوابه بأنه من قام بجلب هؤلاء العاطلين وهو منها براء، غير أن هؤلاء وكأنهم علموا بمكر الرئيس، فرفعوا شعارات أخرى تقول بأن من جلبهم هو الفقر والحاجة ووعود الرئيس الكاذبة.
يحاول الحسناوي الآن رد الإعتبار لكرامته التي هدرت عند باب الجماعة، غير أنه الشباب العاطل مصر اليوم أكثر من أي وقت مضى، على مواصلة الإحتجاج بشكل يوم، غير أنه يعدون العدة لدورة فبراير المنتظر عقدها في السابع من الشهر الجاري.