محامي معتقل يُبكي زملاءه ويدافع عن براءته
لم يتمالك زملاء المحامي المعتقل أنفسهم واستسلموا لدموعهم، وهم يستمعون إلى زميلهم في المهنة الذي رافع عن نفسه أثناء الاستماع إليه من طرف غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء يوم أمس الثلاثاء 28 فبراير 2023، في ملف متابعته إلى جانب مسؤولين قضائيين وأمنيين ووسطاء بالبيضاء، بتهم ”استغلال النفوذ والارتشاء والمشاركة في الارتشاء، والمساهمة في الارتشاء…”،
وتمسك المحامي ببراءته من تلقي أي مبلغ مالي من طرف أسرة إحدى المعتقلات التي كان ينوب عنها ونفى علمه بالموضوع، حيث أثّرت مرافعته عن نفسه، في زملائه الذين أشهجوا بالبكاء، ووقفوا يحيطون به من كل جانب، يستمعون إليه وهو يقدم أقواله أمام الهيئة التي يترأسها القاضي علي الطرشي.
وشدد المحامي في تصريحاته أمام المحكمة، “على أن زيارته لوالد المعتقلة، التي ناب عنها في بيته سابقا بعد التواصل مع قريبها الذي تم اعتقاله فيما بعد، جاء من باب الانسانية، باعتبار الأخير رجل ضرير ومقعد، حيث أكد له مطالبة السراح المؤقت لابنته، وهو الطلب الذي تقدم به المحامي نفسه وتم رفضه فيما بعد”.
ومن خلال المحادثات التي عرضتها الهيئة بالقاعة 8، أبرزت أن “المحامي المتابع قيد الاعتقال حوالي 7 أشهر إلى جانب باقي المتهمين، أخبر الشخص الذي يتابع معه الملف والذي ادعى أنه من أسرة المعتقلة، بأن المحكمة رفضت طلب السراح المؤقت لموكلته، وعلل له ذلك عبر اتصال هاتفي بمشاكل وقعت مؤخرا حالت دون قبول طلبات السراح المؤقت، وهو ما تقبله الطرف الآخر برده بجملة (آه صافي)”.
وشدد المحامي في مرافعته عن نفسه، على نظافة سجله القانوني، وقال إنه أمضى 24 سنة يزاول مهنة المحاماة ولم تسجل ضده أي شكاية، سواء لدى النيابة العامة أو لدى نقابة المحامين، في وقت انسحب أحد زملائه بعدما عجز عن التحكم في دموعه.