هكذا ترصده الجناة..كاميرا مراقبة تُقرب حل جريمة “الشرطي المغدور”
تتواصل توارد معطيات جديدة حول قضية “الشرطي المغدور”، الذي ارتُكبت في حقه جريمة بشعة، بعدما عثر عليه راعي غنم، الأسبوع الماضي، داخل بالوعة للصّرف الصحّي محروقا.
ومنذ إبلاغ الشّرطة عن هذه الجريمة وهي تشهد مستجدّات متتالية في أفق تحديد، هويات جميع الجناة المُحتملين الذين اقترفوا الجريمة، التي هزّت الرأي العام المغربي.
ومن آخر تطورات القضية، العثور على قنينة إطفاء حريق خاصة بالسّيارات، في مسرح الجريمة، جرى حجزُها لفائدة البحث، لمعرفة إن كانت لها علاقة بقتل الشّرطي الشاب.
ووفق ما أسفرت عنه مراجعة الكاميرات التي التقطت مشاهد لحظات مغادرة الجناة لمسرح الجريمة الأول (مدارة عين الكدّيد) في الرحمة، قريبا من السدّ القضائي القارّ الذي تشرف عليه مصالح الشّرطة في أنفا، حيث استعملوا سيارتين على الاقل في تنقلاتهم عبر نقط حددوها سلفا، إضافة إلى سيارة الضحية.
وظهر أيضاً أنهم كانوا قد أعدّوا مسبقاً “سيناريو” اعتدائهم على الضّحية وتصميمهم على اختطافه من المكان الذي يؤدّي فيه دوريته،.
في غضون ذلك، يرجّح أن تمتدّ تحرّيات الأجهزة الأمنية المُختصّة إلى محطات الوقود لمراجعة كاميراتها وتحديد المحطات الذين عبّؤوا سياراتهم بها بالبنزين في يوم الجريمة.
ويسابق المحققون الزّمن، على عدة أصعدة، لاعتقال الجناة المحتملين، الذي تشير جميع المُؤشّرات الى قرب “اصطيادهم” خصوصا أنه يشتبه في أن يكون الجناة المفترضون، قد اختاروا اللجوء إلى مكان “آمن،” ليختبئوا فيه ريثما تهدأ “العاصفة” حتى لا ينكشف أمرهم .
الشرطي المغدور.. وقائع جديدة
وقد تعرّض الضحية، وفق المعاينات التي تمّت في مكان الواقعة، سواء في الرّحمة أو تلك التي أنجزت حين العثور على الجثة، لعدة طعنات متفرّقة في جسمه، ما يعني أنه لم يستسلم للجناة وقاومهم بعدما غافلوه.
كما يرجّح أن يكون أحد الجناة قد أصيب، لا سيما أن الضّحية عُرف عنه أنه “رياضي” وكان يهوى الملاكمة، وقد استفاد الجناة من التأخّر في اكتشاف الجريمة لينقلوا جثة ضحيتهم على متن سيارته الشخصية، إلى منطقة “الساحل اولاد حريز.
ويُرجّح أن يكون الحيّز الزمني الفاصل بين الاعتداء واكتشاف الجثة عشر ساعات، ما مكّن الجناة من التحرك بين المناطق التي رُصدت فيها آثارهم، كما اتضح أن الجناة خططوا جيدا لجريمتهم واختاروا ساعة التنفيذ في اليوم الذي، سيكون فيه الضحية بالمدارة حيث يعمل عادة، والتي تقع بين أراض فلاحية.
وقد ترصّدوه هناك حتى ساعة انتهائه من عمله ليلا فباغتوه وهجموا عليه في غفلة منه، ثم نقلوا جثته، إضافة إلى ذلك فإن العثور على سيارة الضّحية بعد يومين من الإجهاز عليه يؤشّر على أن الجناة يتوفرون على ملاذ غير بعيد.
وتمكّن الفاعلون من إخفاء السّيارة هناك طوال يوم كامل، قبل أن يتخلصوا منها بإحراقها، لإتلاف دليل قد يوقعهم في قبضة الأمن في ظرف وجيز.