لكم الكلمة

برلماني يتحدث في كل شيئ إلا ما يعنيه !!

علي سحنون

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه “إذا تم العقل نقص الكلام وبكثرة الصمت تكون الهيبة” هذا الأمر الذي لا ينطبق على النائب البرلماني و رئيس جماعة القصر الكبير السيد محمد السيمو، هذا الرجل الذي خدمته الأقدار و صنع مجده السياسي وفق ظرفية استثنائية قابلة للتغير في أي لحظة، غير أننا لا ننكر جهده الكبير وديناميته الاستثنائية، لكن الرجل لطالما خانه لسانه وغره حب الظهور فأخذ يخبط خبطا عشواء فطارت هيبته وأصبح محط سخرية، لا زال إلى الآن يجهل حجمها وهو المنتشي بركوب التريند.

فظاهرة السيمو أصبحت تنافس ظواهر روتيني اليومي وكلاشات الراب، الرجل تتسابق عليه مكروفونات البوز الباحثين عن زلات اللسان والشوهة، وحبذا لو كانت سياسية ومن داخل قبة البرلمان لتتحول إلى شوهة إقليمية أو عالمية، وهو الأمر الذي حققه لنا السيد السيمو بفضل شوهة “الهاشتاغ” على برنامج “جو شو” الأشهر عربيا.

الحاج السيمو رغم كبر سنه و ثقل مسؤولياته كممثل للأمة بالبرلمان، ورئيس أحد أعرق المدن المغربية، إلا أنه خفيف اللسان سريع الانزلاق، تستهويه أمواج الفضائح، فنجده يعلق على كل شيء، فهو ناطق بإسم الحكومة بخروجه للدفاع عنها أكثر من “بايتاس” وهو المترافع عن السياسات الخارجية وقد سبق ناصر بوريطة في إعلان ربط العلاقات مع دولة القبائل، وطبعا لن يفوته الركوب على إنجاز المنتخب وتقاسم الصورة والانجاز مع لقجع، وفي عمله هذا، يحسب أنه يحسن إلى الحكومة من حيث هو يضربها في مقتل، هذه الحكومة التي بنت صيتها على أنها حكومة الكفاءات وأثتت مشهدها السياسي بالتكنوقراط  من أجل إنتاج خطاب تقني علمي بعيد عن الشعبوية التي أعلنت نفس الحكومة القطيعة معها، إلا أن السيمو يأبى إلا أن يفسد الأمر بخرجاته التي تعدت الشعبوية ودخلت في مرحلة التهريج و الابتذال.

من الهاشتاغ إلى طوطو ومن حكيمي إلى لقجع كل صغيرة وكبيرة يتدخل فيها هذا الرجل ويدلي بدلوه بل أنه ذهب بعيدا وسمح لنفسه بالتعليق أمام المواقع عن علاقة اللاعب أشرف حكيمي بزوجته، ليكون بذلك أول برلماني في تاريخ المغرب يتدخل بين المرء وزوجه، في مشهد يعصف بمؤسسة البرلمان و مؤسسة رئاسة الجماعة إلى الدرك الأسفل من الابتذال.

وفي المقابل نجد أن هذا الرجل الذي تحدث في كل شيء وركب على كل تريند، بلع لسانه أمام الفضيحة التي تواجهه في تدبير جماعته بالقصر الكبير، ألا وهي فضيحة اختفاء أجهزة طبية منحت هبة لجماعة القصر الكبير سنة 2017 واستلمها هو ولم يظهر لها أثر إلى اليوم، هذه الفضيحة التي فجرها أعضاء من المجلس وطالبوا السلطات بالتدخل وفتح تحقيق فيها، وجدنا أن السيد البرلماني الذي يتحدث في كل شيء لم يقل أي شيء، أين هي الأجهزة التي استلمتها واعترفت باستلامها وإدخالها من خلال إحدى تدويناتك، وكيف لك أن تستلم هبة باسم الجماعة دون أن تعرضها على أعضاء الجماعة للتصويت طبقا للقانون التنظيمي  113.14 المتعلق بالجماعات، هذا الموضوع هو ما يعنيك حقا وما أنت مطالب بتوضيحه للساكنة التي وضعت ثقته فيك، ووجدتك اليوم أمام اتهامات بخيانة هذه الأمانة و الثقة، وعوض الخروج لتوضيح الأمر تمارس سياسة الهروب والركوب على سفاسف الأمور في تقليد بائس لنجوم روتيني اليومي.

كم تتمنى ساكنة إقليم العرائش و القصر الكبير بالخصوص أن تضع حدا لخرجاتك البهلوانية، فالمدينة التي أنتجت النخب من إدريس الضحاك إلى البروفيسور عزالدين الابراهيمي، أصبحت تختزل في مدينة برلماني البيصارة و هاشتاغ وطوطو، هل حقا السيمو يمثل القصر الكبير؟؟ هل يتكلم السيمو بلسان هذا الإقليم ؟؟  فما أن تشاهد ساكنة القصر الكبير وإقليم العرائش السيمو يمسك في يده ميكروفون أو يطل من الشاشة حتى تضع أيديها على رؤوسها وتلهج بقراءة اللطيف خوفا من فضيحة جديدة تطلا بها المدينة والاقليم.

الكل اليوم بالقصر الكبير وإقليم العرائش يتساءل لماذا يتحدث السيمو في كل شيئ إلا ما يعنيه ؟؟

 

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى