آخر الأخبارحوادثمتابعاتمجتمع

تفاصيل حصرية عن جريمة قتل السيدة “عائشة” بمدينة طنجة على يد زوجها “المريض”

لم تكن تعلم “عائشة” أنها سترافق ابنتها للمرة الأخيرة نحو المركز الجامعي الاستشفائي بطنجة، خطت مع صغيرتها أولى خطواتها بعد تعيينها ممرضة بالمستشفى، تغادر بعدها عائشة نحو قدرها لحين العثور على جثتها مساء اليوم الأربعاء، بعدما عاش أفراد أسرتها لحظات ترقب وانتظار وكلهم أمل في لقاء “عائشة” التي لن تعود أبدا.

هكذا بدأت الحكاية؛ ترافق عائشة ابنتها الممرضة نحو مقر عملها الجديد، والفرحة لا تفارق محياهما، تعود الممرضة لبيتها فتصدم عندما تعلم بفقدان والدتها التي لم تعد للمنزل، لينطلق مسلسل البحث عن خيط يدلهم عن مكان المفقودة، أين ذهبت؟ ولماذا؟ وكيف غادرت منزلها وأحباءها؟ كلها أسئلة راودت بناتها الثلاث وابنها الذي يصغرهن سنا وزوجها بدرجة أقل.

تضع الفتيات رفقة والدهن شكاية في الموضوع لدى مصالح الدرك الملكي، ثم مصالح ولاية أمن طنجة، يكشفون للمحققين أن والدتهن لا تعاني أي اضطرابات نفسية، ولا عداوات لها، فقط اختفت لأسباب لا يعرفونها.

المحققون يشرعون في استجواب افراد الأسرة جميعا، الزوج ثم بناته وطفله، تبدو الأسئلة إعتيادية والأجوبة عفوية ولا جدال فيها، باستثناء تصريحات الزوج الذي بدا الارتباك عليه ما أثار شكوك العناصر الأمنية التي واصلت التحقيق مع الزوج.

وجد الزوج نفسه محاصرا بسيل من الأسئلة، فيضع المحققون فرضيات حول مقتل الزوجة على يد زوجها، كيف ذلك؟ ولماذا؟ هنا يشرعون في تضييق الخناق عليه، فقال أولها إنه قتلها، ثم عادة مرة أخرى للإنكار، فيخلى حال سبيله لعدم وجود أدلة.

بات المحققون متأكدين من مقتل المختفية، والمشتبه فيه الرئيسي ليس سوى زوجها، يشرعون في بسط ما تشاركه الزوجان خلال سنوات من الزواج، لحين اكتشافهم أن الزوج كان مريضا بمرض السرطان، وحظي بعدها بمساعدات مالية من طرف محسنين، تعالج بجزء منها واحتفظت زوجته بجزء مهم، يشرع الرجل في مطالبة شريكة حياته بما اعتبره مالا مستحقا له، تشتعل الصراعات والخلافات بشكل كبير لحين أن قرر إنهاء حياتها بطريقة مؤلمة.

خطط الزوج لجريمته، تبعها وابنته وانتظر دخولها إلى مقر عملها، ليقوم باستدراج زوجته لمنكقة خلاء مجاورة للغابة الديبلوماسية بالقرب من المستشفى الجامعي، وقام بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم دفنها بذات المكان.

علم الزوج أن المحققين يشكون في أمره، وأن إلقاء القبض عليه آت لا محالة، فحاول الهرب من بيته فيطارده عناصر شرطة، ثم يسقط ليصاب بجروح خطيرة كادت تودي بحياته، إذ تم نقله لمستشفى محمد الخامس الجهوي حيث ظل لحوالي أسبوعين تحت المراقبة الطبية، بعدما أجريت له عملية جراحية.

يستعيد الزوج عافيته فيعود المحققون لمساءلته، يصرون على انتزاع اعترافاته التي تأخرت قبل أن يرمي ثقل جريمته ويحكي تفاصيل مأساة زوجته التي فارقت حياتها على يد شريك حياتها وأب أطفالها في مشهد لم تضعه في حسبانها، يعترف الزوج بعدما انتشرت صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وظل الطنجاويون يأملون في عودة عائشة لبيتها لمعانقة أطفالها ومواصلة حياتها في سعي وكد نحو تحدي مصاعب الحياة، وهو ما لم يحدث بعدما اهتزت المدينة على خبر مقتلها المفجع مساء اليوم والذي لم يكن في الحسبان.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى