آخر الأخبار

زعماء وعشائر تهيمن على “حرب الحشيش” بين شمال المغرب والمضيق

في وقت متأخر من يوم الاثنين المنصرم، ظهر مغربي في أحد شوارع سانلوكار دي باراميدا (قادس) مصابا بأربع طلقات في ساقيه بعد أن تم اختطافه وتعذيبه. بينما في واقعة منفصلة، أصيب ثلاثة من عناصر الحرس المدني، يوم الجمعة المنصرم، جراء صراع بين عشيرتين تنشطان في تهريب المخدرات في بارباتي (قادس).

هذان مجرد مثالين تم تسجيلهما خلال أقل من أسبوع من المعارك بين العشائر التي تسعى جاهدة للسيطرة على تهريب المخدرات في البلديات الأقرب إلى كامبو دي جبل طارق. ودفعت الضغوط البوليسية إلى دخول الحشيش المغربي إلى مناطق أخرى أغلبها في ولاية قادس مثل مصب نهر الوادي الكبير. ومع هذا النزوح، تضاعفت أيضًا العشائر الإجرامية التي تسعى إلى جني الأموال من تجارة الحشيش في إسبانيا.

ويدور ما يسمى بـ “حرب الحشيش” على طول ساحل قادس بأكمله، وتكون أكثر حدة وقسوة في العشائر من الدرجة الثانية، تلك التي تتخصص في جزء من هذا الاتجار، وفقًا لتصريحات أحد أفراد القوات الأمنية الإسبانية حلال برنامج إسباني.

الزعماء والعشائر

ليست كل العشائر التي تعمل في كامبو جبل طارق أو في قادس هي نفسها، فمن ناحية هناك أمراء الحشيش ومن ناحية أخرى هناك العشائر الأكثر قوة.

ويعيش زعماء الحشيش في منتصف الطريق بين المغرب وكامبو دي جبل طارق، المثلث الذي تشكله مدن الجزيرة الخضراء وسان روكي ولا لينيا دي لا كونسيبسيون .

العشيرة الأقوى رغم الضربة الموجعة التي وجهتها المصالح الأمنية لها بإسبانيا بمساعدة المعلومات الاستخباراتية التي قدمها المغرب، هي عشيرة “كاستانياس”، بقيادة الأخوين تيخون الذين ولدوا في لا لينيا دي لا كونسيبسيون.

ويتنافس “لوس كاستانياس” في السلطة مع “أمير الحشيش”، الذي كان يحمل لقبا آخر إلى غاية وقت قريب، بعدما تمكن من التنصل من مقدمة قائمة أكثر المطلوبين لدى اليوروبول، ويسير إمبراطوريته الآن من مدينة طنجة، مغربي المولد لكنه بدأ التجارة في الجزيرة الخضراء عندما كان مجرد مراهق.

وفي المستوى الأدنى التالي يوجد “خيسوس هيريديا”، الملقب “El Pantoja”، الذي بدأ العمل مع “أمير الحشيس” لكنه واصل العمل بمفرده. ولد “El Pantoja” في حي El Saladillo في الجزيرة الخضراء.

وفي ضواحي الجزيرة الخضراء، في بلدية لوس باريوس، قُتل أحد زعماء تجارة الحشيش الملقب “تايينا”، أحد المرشحين للوقوف في وجه كبار الزعماء، قبل إطلاق النار عليه في أبريل الماضي. والقاتل المزعوم هو يوسف محمد “الباسطيا”، وهو قاتل محترف يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، واكتسب شهرة بعد هروبه من سجن ألكالا ميكو بمدريد عشية عيد الميلاد.

“الباسطيا” هو أفضل انعكاس لتلك العشائر الثانوية التي تتعايش في المضيق ولكنها ضرورية لعمليات تهريب الحشيش. وهي مجموعات متخصصة في نشاط معين ضمن منظومة التهريب بين المغرب وإسبانيا.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك كيكو “إل كابرا”، المتهم بقتل اثنين من عناصر الحرس المدني في بارباتي في 9 فبراير المنصرم. حيث كان “إل كابرا” يقود قوارب المخدرات التي تنقل المخدرات من المغرب إلى كامبو جبل طارق لمدة خمسة عشر عامًا في البداية، ثم وسع نشاطه إلى مدن أخرى مجاورة ولكنها بعيدة عن نطاق عمل المضيق.

ولأن هناك أنشطة كثيرة ومربحة تتعلق بالاتجار في الحشيش، فإن المخبرين الذين يراقبون خطوات الشرطة الوطنية أو الحرس المدني حتى لا يصلوا إلى نقاط وصول الحشيش، يتقاضون حوالي 1000 يورو؛ ويحصل المسؤولون عن نقل حزم المخدرات من قوارب المخدرات إلى المركبات رباعية الدفع على ما يقرب من 3000 يورو.

ويشارك أيضا الناقلون وسائقوا السيارات السريعة الذين يراقبون المسار من الشاطئ حيث يتم نقل المخدرات إلى المستودعات حيث يتم الاحتفاظ بالحزم  يمكن أن يحصل هؤلاء على أكثر من 10.000 و 5000 يورو حسب طول المهمة.

الوقود، مجال عمل جديد

وأخيراً هناك من يحصل على الوقود لقوارب المخدرات. حيث أصبحت هذه المهمة مجالا تجاريًا جديدًا ومربحا، لأنه مع الحصول على قوارب المخدرات القوية بشكل متزايد وتوسيع نطاق تهريب الحشيش، هناك حاجة ماسة إلى المزيد والمزيد من الوقود.

ويضح الخبراء في المجال، أنه إذا كان عبور مضيق جبل طارق يكفي في السابق، فإن زوارق المخدرات تحتاج الآن إلى السفر لمسافة أبعد لترك المخدرات في نقاط أبعد، حيث تحتاج قوارب المخدرات إلى ملء خزاناتها في منتصف الطريق، حيث تنتظر قوارب جديدة، لهم مهمة وحيدة هي توفير المزيد من الوقود.

إنها أهداف جديدة وأعمال جديدة وتكاليف أعلى، إذ تبلغ تكلفة قارب المخدرات الذي صدم به به كيكو “إل كابرا” الحارسين المدنيين في بارباتي في 9 فبراير المنصرم، ما يقرب من 300 ألف يورو، نظرا لقوة محركاتها.

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى