الريسوني: “الفجوة بين الفقه والواقع تزداد اتساعا”
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، إن “الفقه الإسلامي يجب أن يتطور بنفس سرعة تطور المجتمع”، موردا في حوار له مع وكالة “الأناضول” التركية أن “الفجوة بين الفقه والواقع تزداد اتساعا”.
وأورد الريسوني أن “الفقه هو جواب زمني عن الإشكالات والتطورات الاجتماعية، وهو ما يفسر ظهور فقه النوازل في المذاهب الإسلامية”، وتابع: “الذي حصل اليوم هو أن تطور الفقه وتجاوبه مع المستجدات تباطأ في وقت من الأوقات، بينما حياة الناس أصبحت تتطور يوميا، وليس من قرن إلى آخر”.
وفي مداخلة خلال مؤتمر دولي حول “التراث ومتطلبات العصر”، في المغرب يوم 27 فبراير الماضي، قال الريسوني إن “نحو 90 في المائة من الفقه الإسلامي يجب أن يتغير، لأن زماننا طرح نوازل ووقائع جديدة، جعلت الفقه القديم ينحصر في حيز ضيق”، وقد خلف هذا الرأي ردود أفعال جدلية متبابينة بين تأييد وانتقاد.
وفي مقابلته مع الأناضول أوضح الريسوني رؤيته قائلا: “الفجوة بين الفقه والواقع تزداد اتساعا بشكل يجعلنا نقول مثلا إن الحياة تسير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، بينما الفقه يسير بسرعة كيلومتر واحد في الساعة”، واعتبر أن “كل من يريد للفقه الإسلامي أن يحيا ويكون لديه مكانة، عليه أن يطالب بتطور الفقه وأن يصبح الفقهاء جاهزين لزمانهم“.
وحول ما إن كان التجديد يجب أن يشمل أصول الفقه أيضا، أجاب الريسوني بأن “الدعوة إلى تجديد علم أصول الفقه موجودة، والنقاش بشأنها تجاوز المبدأ إلى ما الذي ينبغي أن نناقشه ونطوره ونراجعه”، وأشار إلى كتاب جماعي صدر في المغرب، بعنوان “التجديد الأصولي نحو صياغة جديدة لعلم أصول الفقه”، وهو يقدم نموذجا تطبيقيا للتجديد في علم أصول الفقه.