الملك يولي عناية خاصة لأزمة الماء ويعلن إنجاز ثاني أكبر محطة لتحلية المياه في العالم
وخصص الملك محمد السادس نصف المدة الزمنية في خطاب العرش مساء يومه الإثنين 29 يوليوز 2024، لإشكالية مياه الشرب وضرورة السهر على تنفيذ المشاريع الكبرى الخاصة بتحلية مياه البحر و تسريع وتيرة إنجاز السدود بالمناطق التي تشهد كميات وافرة من التساقطات.
و لفت جلالة الملك في خطاب العرش إلى أن حاجيات الشعب المغربي لمياه الشرب تزداد والوضع الحالي للماء بالمملكة مقلق، ما يحتم علينا جميعاً الحفاظ على هذه المادة الحيوية.
وأعلن جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الذي القاه مساء اليوم الاثنين، انه اعطى تعليماته السامية للحكومة من اجل اتخاذ اجراءات استعجالية لإيجاد حلول لأزمة الماء وتوفير المياه الصالحة للشرب لفائدة السكان..
وسبق، أن دعا الملك، محمد السادس، إلى أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، سيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول لهذه المادة الحيوية. وترأس الملك عدة جلسات عمل لتتبع قضية الماء ذات الطابع الاستراتيجي، حيث يسهر شخصيا على مواكبة تنزيل البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027.وتندرج هذه الجلسات في إطار العناية والرعاية السامية التي يوليهما الملك محمد السادس، لقضية الماء ذات الطابع الاستراتيجي. وتم تخصيص اعتمادات إضافية هامة لهذا البرنامج، بما يمكن من رفع ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم. وخلال جلسة العمل الأخيرة، التي ترأسها الملك، تم وضع مخطط استعجالي يتضمن تسريع إنجاز سدود كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وإنجاز آبار وأثقاب استكشافية لاستغلالها في دعم التزويد بالماء الصالح للشرب، إلى جانب إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر لتزويد المدن الساحلية وضمان العدالة المجالية مع المناطق الداخلية.
ودعا الملك في توجيهاته إلى تسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، حيث تم إنجاز الشطر الاستعجالي لهذا الربط على طول 67 كلم، و برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليارات متر مكعب من المياه العذبة، وتسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، بالإضافة إلى تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة.
وترأس الملك محمد السادس، أخيرا، بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لإشكالية الماء، وأفاد بلاغ للديوان الملكي بأن هذا الاجتماع يندرج في إطار التتبع المستمر والعناية السامية التي يوليها الملك، لهذه المسألة الاستراتيجية، ولاسيما في السياق الحالي الذي يعرف تسجيل عجز ملحوظ على مستوى التساقطات وضغط قوي جدا على الموارد المائية في مختلف جهات المملكة.
وبالموازاة، وطبقا للتوجيهات الملكية السامية، سيتم تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المبرمجة التي لها وقع على المدى المتوسط، وخصوصا السدود في طور التشييد ومشاريع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع، والبرنامج الوطني لمحطات تحلية مياه البحر، وبرنامج إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، وبرنامج اقتصاد الماء على مستوى شبكة نقل وتوزيع الماء الصالح للشرب ومياه الري.
وسبق للملك محمد السادس خلال ترؤسه لعدة جلسات عمل لتتبع قضية الماء ذات الطابع الاستراتيجي، أن حث الملك، القطاعات والهيئات المعنية على مضاعفة اليقظة والجهود لرفع تحدي الأمن المائي وضمان التزويد بالماء الشروب على مستوى جميع مناطق المملكة، وبهذا الخصوص، دعا الملك الحكومة إلى اعتماد تواصل شفاف ومنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية التي سيتم تفعيلها، مع تعزيز توعية العموم بأهمية الاقتصاد في استهلاك الماء ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية واستخداماتها غير المسؤولة.