زنقة موسى بن نصير بطنجة: بناية تسجل فصولا متكررة من “الدعارة والبغاء”
في مدينة طنجة، وفي قلبها النابض بالحياة، في زنقة موسى بن نصير، تقف بناية هجرتها الملائكة منذ زمن بعيد، تنتصب رمزا لواقع اجتماعي مؤسف ومزري.
هذه البناية، التي تشهد يوميا حركة لا تنقطع، أصبحت مركزا غير رسمي لعمليات الدعارة والبغاء، حيث تتقاطع مصائر مغاربة وأفارقة من دول جنوب الصحراء تحت سقف واحد، ومن مختلف الأعمار صغارا وكبار، يتقاسمون فيما بينهم الأمراض المعدية والمنقولة جنسيا على أفرشة ضاقت درعا بما حملت.
البناية تمتاز بألوانها القاتمة التي تعكس أجواءها ولا تسر الناظرين للوهلة الأولى، وتكسوها العتمة في الليل والنهار.
زبناؤها وزوارها من مختلف الجنسيات، يبحثون عن طرق يائسة للمتعة المؤقتة، في المقابل مريدوها فتيات ونساء كل منهن من أي حدب وصوب أتت، دافعهن تحصيل قوت يومهم، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وخانقة.
اللافت في الأمر، أن صاحب البناية، اشتغل رجل أمن في زمن ولى، وهو الان يكاد يدير شؤون بنايته من على كرسي متحرك، فرغم تقدمه في السن وفقدانه نعمة الصحة شيئا فشىء، إلا أنه لا يزال يتحكم في شؤون البناية، التي تحولت إلى مكان يمارس فيه الانحراف الأخلاقي تحت ستار “لقمة العيش”.
مصادر محلية أشارت إلى أن هذه البناية باتت ملاذا لأنشطة غير قانونية منذ سنوات، مما جعلها نقطة جذب لمن يعانون من ظروف معيشية قاسية من فتيات في مقتبل العمر هجرن دواويرهن ومدنهن النائية.
وبين الأدراج والجدران، تتكرر مشاهد المعاناة والانحراف، في ظل غياب أي تدخل يعيد لهذا المكان دوره الطبيعي في المجتمع.
وتطرح علامات استفهام عديدة حول دور السلطات المحلية في معالجة هذا الوضع، خاصة أن القضية تتجاوز الانحراف الأخلاقي لتلامس قضايا الفقر والتهميش الاجتماعي.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة لإيجاد حلول عملية، أم تظل زنقة موسى بن نصير مسرحا دائما لهذه المشاهد القاتمة؟