جنايات طنجة تقضي بالسجن المؤبد في حق قاتل والده و71 سنة لأفراد الأسرة
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في طنجة حكمها النهائي في قضية القتل البشعة التي هزت الرأي العام، حيث أدانت ستة متهمين بتهم تتعلق بقتل رب الأسرة ودفن جثته داخل جدار شقة في حي طنجة البالية.
قضت المحكمة بالسجن المؤبد في حق الابن الأكبر، باعتباره المتورط الرئيسي في تنفيذ الجريمة، بينما حُكم على الأم بالسجن لمدة 25 سنة. وحُكم على بنت وأخوها بالسجن 20 سنة لكل منهما، في حين نالت بنت أخرى وأخوها حكماً بالسجن لمدة 3 سنوات لكل منهما. كما قضت المحكمة بسجن شخص آخر متورط في القضية لمدة 6 سنوات.
تعود فصول هذه القضية إلى عام 2018، عندما اختفى الأب في ظروف غامضة. وبدأت خيوط الجريمة تتضح قبل أسبوعين، حين أوقفت المصالح الأمنية شخصاً في قضية تتعلق بترويج المخدرات. وخلال التحقيق معه، قادت المعلومات إلى منزل الأسرة، حيث انكشفت تفاصيل صادمة حول مقتل الأب.
بحسب التحقيقات، أقدم الابن الأكبر بمساعدة والدته على قتل الأب داخل منزل الأسرة بمنطقة الموظفين في طنجة، ونقلا جثته لاحقاً إلى شقة بحي طنجة البالية. هناك قاما بدفن الجثة داخل الحائط، وإخفائها باستخدام الإسمنت.
وبالرغم من محاولات الأم والابن الأكبر تضليل المحققين من خلال الادعاء بأن الأب غادر البلاد عبر الهجرة السرية أو انتقل للعيش في منطقة قروية، إلا أن التحقيقات الدقيقة أظهرت تناقضاً في تصريحات أفراد الأسرة، خصوصاً من الابنين القاصرين وقت وقوع الجريمة.
ووجهت النيابة العامة تهماً تتعلق بالتعذيب البدني المؤدي إلى الوفاة، المشاركة في الجريمة، عدم التبليغ عن جناية، والإتجار في المخدرات. وأمرت بإيداع المتهمين السجن، حيث تمت محاكمتهم في إطار هذه القضية التي كشفت عن مستوى غير مسبوق من العنف الأسري.
هذا الحكم يمثل رسالة واضحة حول خطورة جرائم العنف داخل الأسرة، ودعوة لتعزيز القيم الأسرية وتحسين أساليب التعامل مع الأزمات داخل العائلات.