جمعية الكشاف الملكي بطنجة: سنوات من العطاء لتعزيز التراث الثقافي والفني المغربي
تواصل جمعية الكشاف الملكي بطنجة مسيرتها في خدمة الثقافة والفن بالمغرب، متسلحة بعزيمة قوية وإيمان راسخ برسالة العمل الثقافي.
ورغم محدودية الإمكانيات والتحديات التي واجهتها على مر العقود، حافظت الجمعية على وجودها كمؤسسة رائدة تساهم في صون التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية.
فمنذ تأسيسها، أخذت الجمعية على عاتقها نشر الجمال الفكري والفني، معتبرة أن الثقافة ليست مجرد نشاط عابر، بل وسيلة فعالة لبناء جسور التواصل بين الأجيال وربطهم بموروث المملكة الغني.
استطاعت الجمعية من خلال برامجها ومبادراتها أن تكون منصة لتشجيع الإبداع الفني وتعزيز الوعي الثقافي، مما جعلها حاضنة للمواهب المحلية.
تعود جذور الجمعية إلى فترة الاستعمار حين كانت طنجة تحت الحكم الدولي، برزت آنذاك كمجموعة فنية تساهم في المناسبات الوطنية والمحلية.
ومع استقلال المغرب، أصبحت الجمعية جزءا من الحركة الوطنية، حيث لعبت دورا هاما في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال الأناشيد والاستعراضات الوطنية.
في خمسينيات القرن الماضي، تأسست الجمعية رسميا تحت اسم “جمعية الكشاف الملكي”، بدعم من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أشاد بدورها الوطني والثقافي.
ظلت الجمعية تشارك في المناسبات الرسمية، كما نظمت فعاليات بارزة أبرزها إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمسيرات موسيقية تعكس التقاليد الأصيلة لمدينة طنجة.
لا يقتصر دور جمعية الكشاف الملكي على الحفاظ على التراث الموسيقي، بل يمتد ليشمل دعم المواهب الشابة وتوفير منصات تعبيرية لهم.
كما ساهمت في تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مما جعلها جزءا لا يتجزأ من المشهد الثقافي المغربي.
وبفضل رؤيتها المستدامة، ساهمت الجمعية في نقل الفنون الموسيقية التراثية إلى الأجيال الجديدة، وقد تم تعزيز هذا الدور بقرار الحسن الثاني بضم بعض أعضاء الجمعية إلى الحرس الملكي، مما أتاح نقل خبراتهم الفنية إلى الشباب بالقصر الملكي في الرباط.
اليوم، تواصل جمعية الكشاف الملكي بطنجة عملها الثقافي، مستلهمة رؤيتها من تاريخها العريق وشغفها برسالتها الفنية. وتظل مثالا حيا على قوة الثقافة والفن في بناء مستقبل يعزز الهوية الوطنية ويشعل الأمل في نفوس الأجيال.
برج الصياغين التاريخي: شاهد على حقبة الاحتلال الإنجليزي لطنجة
يعد برج الصياغين، المعروف أيضا باسم “برج الحية”، أحد أبرز المعالم التاريخية التي تجسد فترة الاحتلال الإنجليزي لمدينة طنجة بين عامي 1661 و1684.
شيد البرج خلال تلك الحقبة واكتسب اسمه الأصلي “حصن كاثرين” نسبة إلى الملكة البرتغالية كاثرين دي براجانزا، زوجة الملك الإنجليزي تشارلز الثاني.
شكل البرج جزءا أساسيا من المنظومة الدفاعية الإنجليزية في طنجة، حيث كان يُستخدم كحصن استراتيجي للدفاع عن المدينة.
ومع اقتراب نهاية الاحتلال الإنجليزي، حاولت القوات الإنجليزية تدمير البرج قبل انسحابها في عام 1684، بهدف منع القوى المحلية من الاستفادة منه.
ومع ذلك، لم تسفر تلك المحاولات إلا عن تدمير جزئي، فيما صمدت أجزاء كبيرة من البرج وباقي الحصون المحيطة.
لعب القائد المغربي علي بن عبد الله الريفي الحمامي دورا محوريًا في تحرير طنجة من الاحتلال، مما ساهم في الحفاظ على البرج كجزء من التراث التاريخي للمدينة.
ولا يزال برج الصياغين شاهدا حيا على هذه الحقبة، حاملا في طياته ذكريات المقاومة والتحولات التي شهدتها طنجة في تاريخها العريق.
برج كاترين يعود بحلة جديدة ليصبح واجهة ثقافية وسياحية بارزة
شهد “برج كاترين”، أحد المعالم التاريخية العريقة، تحولا جذريت بعد إصلاحات شاملة في إطار مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة.
الترميم الذي أشرفت عليه ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة منح البرج مظهرا جديدا يعكس عبقه التاريخي، ليصبح اليوم فضاء ثقافيا وسياحيا يستقطب الزوار من داخل المغرب وخارجه.
وفي إطار هذه الجهود، تم توقيع اتفاقية شراكة بين ولاية الجهة وجمعية الكشاف الملكي بطنجة، التي تتولى إدارة البرج منذ عام 1959، بهدف تسييره وتحويله إلى منصة للأنشطة الثقافية.
ورغم التحديات التي تواجه الجمعية، بما في ذلك نقص الدعم المنتظر من بعض المؤسسات المحلية، إلا أنها تواصل العمل لتحقيق رؤية تحويل البرج إلى مركز ثقافي نابض بالحياة.
تطمح الجمعية، بالتعاون مع الجهات المعنية، إلى تعزيز دور البرج كمحور لأنشطة ثقافية وسياحية تسهم في استدامة هذا المعلم التاريخي.
ويبقى التزام المنتخبين والمسؤولين المحليين بدعم المشروع عنصرا حاسما لضمان نجاحه واستمراريته كرمز يجمع بين التاريخ والطموحات المستقبلية.
F*ckin’ remarkable things here. I am very glad to see your article. Thanks a lot and i’m looking forward to contact you. Will you please drop me a mail?
Very nice post. I just stumbled upon your weblog and wanted to say that I have really enjoyed surfing around your blog posts. After all I’ll be subscribing to your rss feed and I hope you write again very soon!