شاب يواجه جشع السماسرة ويبيع السمك بأثمان معقولة في مدينة غير ساحلية
في وقت ترتفع فيه أسعار الأسماك بشكل يثير استياء المستهلكين، برز الشاب عبد الإله، المعروف بلقب “مول لحوت”، كنموذج للتجارة النزيهة، حيث يعرض الأسماك بأسعار تنافسية غير مسبوقة، مما جعله حديث الشارع.
يبيع عبد الإله السردين بسعر لا يتجاوز 5 دراهم للكيلوغرام، كما يوفر أنواعا أخرى من الأسماك بأسعار تقل بكثير عن السوق، معتمدا على مبدأ أساسي: تجنب الوسطاء والسماسرة الذين يرفعون الأسعار دون مبرر.
فهو يشتري الأسماك مباشرة من الميناء، ما يسمح له بالحفاظ على أسعار منخفضة، مع تحقيق ربح لا يتجاوز درهمين لكل كيلوغرام.
يرى عبد الإله أن فلسفته التجارية تقوم على تحقيق هامش ربح محدود، مقابل بيع كميات كبيرة، وهو ما جعله يحظى بشعبية واسعة لدى الزبائن الذين أصبحوا يقصدونه بحثا عن الجودة والسعر المعقول.
ورغم الضغوط التي قد يواجهها من بعض المتضررين من أسلوبه التجاري، يظل “مول لحوت” مثالا للتاجر الذي يضع مصلحة المستهلك فوق كل اعتبار، متجاوزا جشع الأسواق التي يتحكم فيها المضاربون.
وتأتي هذه المبادرة لكشف اللثام عن الحقيقة المرة التي أصبح يقودها السماسرة والمضاربين لزعزعة الاقتصاد الوطني في ظل غياب تام للجن مراقبة الاسعار وحماية المستهلك وترك المواطنين لمواجهة مصيرهم مع الغلاء الفاحش الذي أصبح يؤرق الأسر المغربية ويقودهم الى المجهول
فهل يكون نموذجا ملهِما لتغيير ثقافة البيع في قطاع يعرف الكثير من الاختلالات؟