أزمة الصحة في المغرب تتفاقم.. نقابات تحذر من “انفجار وشيك” والحكومة في قفص الاتهام

دق التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي في المغرب، محذرا من تفاقم الأزمة في ظل ما وصفه بـ”التماطل الحكومي” في تنفيذ الاتفاقات والتزاماتها تجاه الشغيلة الصحية.

وفي بيان له، عبر التنسيق النقابي، الذي يضم ست نقابات صحية رئيسية، عن استيائه من “السلوك غير المسؤول للحكومة”، مشيرا إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى شل القطاع بالكامل ويدفع نحو تصعيد احتجاجي غير مسبوق.

كما استنكر “الهجوم على المكتسبات الاجتماعية” للشغيلة، والتأخير المتكرر في تنفيذ اتفاق 23 يوليوز 2024، الذي كان من المفترض أن يضع أسس إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية.

وانتقد البيان ما وصفه بـ”الغموض والضبابية” في تسيير القطاع، معتبرا أن وزارة الصحة الحالية تعتمد “منهجية أحادية مغلقة”، تفتقر إلى الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، مما يزيد من حالة الاحتقان داخل القطاع.

ودعا التنسيق النقابي الحكومة إلى التدخل العاجل لتنفيذ التزاماتها، محذرًا من أن استمرار تجاهل مطالب الشغيلة الصحية سيؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات.

كما أعلن عزمه تنظيم ندوة صحفية قريبا لتسليط الضوء على الاختلالات التي يشهدها القطاع.

من جهة أخرى، عبر أساتذة كليات الطب في المغرب عن قلقهم إزاء الوضعية المتردية للتكوين الطبي، مشيرين إلى أن المستشفيات الجامعية تعاني من تراجع خطير في أدائها، في ظل “منافسة غير متكافئة” مع القطاع الخاص.

وفي بيان له، أوضح مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان أن الحكومة لم تفِ بوعودها المتعلقة بتحسين جودة التكوين، رغم المراسلات المتكررة لوزارتي الصحة والتعليم العالي.

وأشار البيان إلى أن الاكتظاظ في الكليات والمستشفيات الجامعية، وغياب الإمكانيات اللوجستية والمعدات الطبية الحديثة، يضع جودة التكوين على المحك، مما يهدد مستقبل القطاع الطبي في البلاد.

كما شدد البيان على أن غياب رؤية واضحة لتنزيل إصلاح المنظومة الصحية، وعدم اتخاذ إجراءات مواكبة لتعميم التغطية الصحية، يسهمان في إضعاف القطاع الطبي العمومي، ويدفع المزيد من المهنيين نحو القطاع الخاص، مما يفاقم الأزمة.

وفي ظل هذه التطورات، تتزايد الدعوات الموجهة للحكومة للإسراع في اتخاذ إجراءات حاسمة لإصلاح المنظومة الصحية، قبل تفاقم الوضع إلى مستويات قد يكون من الصعب احتواؤها.

وفي انتظار ذلك، يبقى القطاع الصحي في حالة من الترقب، مع تصاعد التحذيرات من دخول مرحلة جديدة من الاحتجاجات والنضالات النقابية.