كتاب الرأي

الكرة الذهبية 2025.. معايير فرانس فوتبول بين الطموح والواقع

متابعة: ياسر بن هلال 

مع اقتراب الإعلان عن هوية المتوج بالكرة الذهبية 2025، وضعت مجلة فرانس فوتبول ثلاثة معايير أساسية لتوجيه عملية التصويت: الأداء الفردي الحاسم، سجل الإنجازات الجماعية، ثم اللعب النظيف والروح الرياضية. ورغم وضوح هذه المرتكزات، إلا أن النقاش يظل قائما حول مدى قدرتها على عكس هوية الأفضل في العالم بشكل منصف.

فالمعيار الأول، المرتبط بالأداء الفردي، يبدو الأكثر إقناعا للجماهير والمتابعين، إذ يسلط الضوء على الحصيلة الرقمية والإبداعية للاعبين، غير أن الاعتماد المفرط على الإحصائيات قد يظلم بعض النجوم الذين يملكون تأثيرا غير ملموس بالأرقام، مثل الدفاع الصلب أو الرؤية التكتيكية.

أما المعيار الثاني، المرتبط بالإنجازات الجماعية، فيفتح الباب أمام جدل قديم هل يجب أن يتوج اللاعب بناء على تألقه الفردي أم على نجاحات فريقه؟ إذ غالبا ما يستفيد لاعبو الأندية الكبرى من ألقابهم القارية والمحلية، بينما قد يهمش لاعب متألق مع فريق متوسط لمجرد غياب الألقاب الكبرى.

أما معيار اللعب النظيف والروح الرياضية، فرغم أهميته الرمزية، إلا أنه يظل عاملا ثانويا في الحسم، حيث نادرا ما يقصي لاعبا من المنافسة، لكنه قد يرجح الكفة في حال تساوت الإنجازات بين المرشحين.

وتبقى نقطة القوة في هذه المعايير أنها تركز على الموسم الحالي فقط، بعيدا عن رصيد اللاعب التاريخي، وهو ما يمنح الجائزة بعدا آنيا، لكنه قد يقلل من قيمة الاستمرارية التي تميز بعض النجوم عبر السنوات.

في النهاية، تبدو معايير فرانس فوتبول محاولة لتحقيق توازن بين الأداء الفردي والجماعي والسلوك الرياضي، لكنها لا تزال تترك الباب مفتوحا أمام الجدل السنوي المعتاد هل الكرة الذهبية تكافئ الأفضل فعلا أم الأكثر تتويجا؟

[totalpoll id="28848"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى