طنجة: نصاب يجهض أحلام العشرات في مشروع “حلم العقار”
كان حلمهم أن يمتكلوا شقة اقتصادية لا يتعدى ثمنها 25 مليون سنتم، قبل أن يجهض “نصاب” أحلامهم.
تلك قصة العشرات من ضحايا مشروع “حلم العقار” بطنجة، إذ قام شخص نصب على مالك المشروع الحقيقي، وشرع في تسلم مبالغ مالية من الزبناء، مقابل وصلات، وبدأ يضخ تلك الأموال في الحساب البنكي لكاتبته التي تستقبل الزبناء وبعضها يقوم بتحوليها لحسابات اخرى لبعض معاونيه قبل ان يفتضح أمره.
عدد من الضحايا صرحوا لموقع “9 ابريل” انهم سلموا ل” ش.ش” مبالغ مالية كتسبيق واعدا إياهم بتسليم شققهم في غضون شهور ،قبل أن يتفاجؤوا بأنهم كانوا ضحية عملية نصب كبيرة.
الضحايا قدموا شكايات إلى النيابة العامة، وعلى إثرها تحركت الشرطة وقامت بإيقاف الكاتبة فيما لاذ الفاعل الرئيسي بالفرار إلى اسبانيا بسبب تحوزه على الجنسية الإسبانية.
وبحسب المصادر ذاتها فإن هذا “النصاب المحترف” يشتبه تورطه في جرائم أخرى دولية مرتبطة بتهريب الأموال والإبتزاز والنصب باستعمال أسماء نافذة في القضاء.
وفي الوقت الذي تحقق الشرطة مع الكاتبة وبعض معاونيه، فإن ضحايا آخرين التحقوا بمكاتب الشرطة لإيداع شكاياتهم في الموضوع متخوفين من أن يكون قد تم تهريب أموالهم إلى الخارج.
وهناك ضحايا آخرين هم من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إذ لم يتمكنوا من الدخول بسبب إجراءات حالة الطوارئ الصحية.
هذا، واضطر مالك المشروع إلى توقيفه بشكل مؤقت إلى حين بت السلطات القضائية في قضية هذا “النصاب”.
حكاية “المنعش” العقاري وإحدى الدوائر الأمنية وصحافة “الخبر المؤدى عنه”.
لا غرابة في اقتران وصم “مافيا العقار” بالمشتغلين في هذا المجال، فهم مافيا حقيقيون بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحيث تمتد أموالهم لكل شيء، من السطو على أراضي الغير، إلى شراء ذمم بعض رؤساء الدوائر الامنية، مرورا بمرتزقي الصحافة…
هاكم قصة القصاصة الاخبارية أسفله.
“حلم العقار” مشروع عقاري لشريكين “م.ب” و “أ.ش”، وبحكم الطبيعة المفيوزية لغالبية المنعشين العقاريين، وصلت شراكتهم للباب المسدود، ودخلت قضيتهم للمحاكم وتوقف المشروع، لتبدأ معركة كسر العظام.
وكالعادة، عندما يتعارك الكبار، الضحايا يكونوا من الكادحين المشتغلين ب ألفين درهم شهريا.
كيف حصل ذلك في هذه القضية؟
عندما وصلت معركة الشريكين الى مرحلة هزيمة أحد الطرفين، قام أحدهم “م.ب”، بخطوة الهروب الى الأمام، بتقديم شكاية لدى الدائرة الأمنية الثانية بإحدى الموظفات لدى الشركة “خ.أ” (لماذا الدائرة الثانية بالضبط وليس غيرها؟..سؤال وحده من يملك له الاجابة)، يتهمها بكونها هي من تأخذ (نوار)، وأنه “الحاج المسكين المتقي والورع” لا يأخذ إلا الثمن المصرح به ، 25 مليون وفقط!!!، هذا على مستوى شكل الشكاية، أما في مضمونها، فالموظفة بالنسبة له.ما هي إلا ورقة يضغط بها كل طرف على الآخر…فهو يريدها أن تكون شاهدة الى جانبه وتصرح بأن “النوار” كان يأخذه الطرف الثاني.
هل كان سينجح “الحاج” في ذلك لولا مساعدة من جهة “صحافة أمنية”؟، طبعا لا.
فحسب الحيثيات والوقائع التي رافقت الملف، من لحظة اقتياد الموظفة من منزلها الى غاية تقديمها أمام النيابة العامة بعد مرور تقريبا 48 ساعة من الحراسة النظرية، ثم تمديدها من طرف النيابة العامة لمدة 24 ساعة.واستدعاء زوجها واستفزازه عفوا استنطاقه داخل الدائرة الامنية الثانية الى غاية منتصف الليل، ثم العودة لاستنطاق زوجته ما بعد المنتصف الليل تحت ضغط الحاج المشتكي الذي يريد منها اعترافا يخدم مصالحه.
نكتفي بهذه المعطيات التي ما كنا لنسردها حماية لسرية التحقيق…لولا سبقهم الصحافي هذا..
كيف لخبير في التزوير أن يكون ضحية له؟
فجأة استيقظ الحاج المنتعش من العقار، ليجد نفسه ضحية للتزوير كما يدعي، فجأة استيقظ المسكين الذي غادر السجن مؤخرا بطريقة ما بعد أن حوكم بتهمة التزوير، بعد أن سطا على ملكية هكتارات من الأراضي بطريقة ما أيضا بمنطقة طنحة البالية، ليجد نفسه ضحية للتزوير!!.
فجأة يستيقظ المسكين، وهو الحاج المتقي الذي لا يأكل “الربا”، ولكن بسوابق في التزوير، والزبون الوفي لمحاكم المدينة في هذا الشأن، ليجد نفسه مظلوما وضحية “للتزوير”.ممن؟، من كاتبته والموظفة لدى شركته لمدة تقارب العقدين من الزمن، ومدعيته في قضية “الطرد التعسفي” الى جانب موظفين آخرين.
صحيح أنه عندما تتعارك الحيتان الكبيرة أو ما يعرف “بمافيا العقار” يكون القانون الى جانب الأقوى منهم، صحيح أن خصوماتهم لا تكون بالنصوص القانونية.ولكن بأوراق الضغط، وغالبا ما تكون هاته الأوراق عبارة عن رهائن من الموظفين والعائلات وكل ما من شأنه أن يهزم الخصم معنويا، صحيح كذلك أن الأموال تمكن “الحاج” من كتابة محضر “الرهائن” بنفسه لو كانت له القدرة الأبجدية لذلك، ولكن تمكنه من استجواب الرهينة في الساعات الأولى للصباح، وتدوين ما يراه مناسبا، معتمدا على الانهيار النفسي للضحية الرهينة، بمساعدة عناصر “مكلفة بانفاذ القانون”.
كما تمكنه أمواله من “استدعاء” أحد صحافيي الرصيف، ليملي عليه كذلك ما يريد تسريبه من معلومات عن الملف، لنفس الغرض، ربح المعركة معنويا، وتدمير الرهينة نفسيا واجتماعيا، لتصرح بما يريده.
وماذا يريد الحاج؟.
لا شيء يريد أن تشهد له بكونه ملاكا طاهرا، لا يكذب ولا يسرق ويتسلم “النوار” مقابل الأقفاص التي يبنيها، نعم هذا ما يريده الحاج “أحد شركاء حلم العقار”.
قلت أن الحيتان الكبيرة في معاركها، كل شيء مباح، هذا شأنهم، لكن أن تتم مساعدتهم من جهات لها من السلطة ما يجعلها “تصطاد” لهم الرهائن، هذا ما لا يمكن السكوت عنه.
وسيكون لنا مع “الحاج”، ومساعديه حديث مطول