استمرار إقفال الأحياء الجامعية.. جحيم للطلبة وأسرهم
تسبب استمرار إغلاق الأحياء الجامعية بالمغرب ضمن تدابير احتواء فيروس كورونا، في أزمة لآلاف الطلبة المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بدون مأوى مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد رسمياً منتصف أكتوبر الماضي، وخوفاً من تحولها إلى بؤر لتفشي الفيروس أغلقت السلطات المحلية، في مارس الماضي، هذه الأحياء التي توفرها الدولة لإيواء الطلبة القادمين عن مدن مختلفة، مقابل مبالغ رمزية،على غرار الحي الجامعي التابع لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة ، والذي كان يشكل مأوى لمئات الطلبة القادمين من مختلف المدن التابعة لجهة طنجة تطوان الحسيمة وخارجها أيضا.
وبخصوص إستمرار هذا الإغلاق رغم استئناف الموسم الجامعي، عبر طلبة عن استيائهم من قرار غلق الاحياء الجامعية، في ظل غياب الإمكانيات المادية للبحث عن فضاء آخر، والذين أطلقوا فيما سبق حملة وطنية تفاعلت معها شريحة واسعة من المواطنين، يطالبون من خلالها بضرورة التدخل لفتح الأحياء الجامعية.
“حسن.ع” طالب بكلية الحقوق قال في تصريح لموقع “9 أبريل” أنه وجب توفير الإيواء للطلبة المقبلين على عام دراسي جديد خصوصا للطلبة المنتمين للأسر الفقيرة، وإن كان الأمر عسيرا فيجب اعتماد التعليم عن بعد أو التعليم الاختياري حيث يختار الطلبة حضور الدروس عن بعد أو حضور الحصص بشكل حضوري، بدل فرض الأمر الواقع وتحمل الطلبة لسومة الكراء ما ليثقل عاتقهم، واصفا ذلك بحكم إعدام للمسار الدراسي للعديد من الطلبة.
“عبد الكبير أ.” صرح بدوره لموقع “9 أبريل’ فيقول أن ولديه يدرسان في مدينة مرتيل بعيدا عن منزلهم، وأنه عليه أن يتدبر مصروف دراستهم زيادة عن مصروف الكراء. الأمر الذي أصبح يقتطع نصيبا كبيرا من راتبه الشهري الزهيد أصلا، متسائلا عن الكيفية التي ستمكنه من أداء سومة كراء شقتين ناهيك عن المصاريف الأخرى”.
أما “كريمة ج.” فتقول أنها تتذكر عندما لم يعد يفصلها سوى شهر على الامتحانات فتلخبطت أوراقها ومعنوياتها صارت في الحضيض، وحارت ماذا ستفعل بعدها هل تراجع موادها الدراسية التي ستمتحن فيها؟ أم تتفرغ للتنقل والبحث عن محل لتكتريه طوال فترة الامتحان بحكم سكنها خارج وجدة أم تترك دراستها؟ والآن بعد أن فرغت من امتحاناتها، تضيف كريمة أنها باتت تثقل كاهل والدها بمقدار 2000درهم شهريا فقط لاداء سومة الكراء كل شهر، متسائلة حول المانع من فتح السكن الجامعي إن كانت كل المقاهي مفتوحة.
“خالد ب”. يقول أنه وجب إعادة النظر في النظام الجامعي الحالي عن بكرة أبيه و خصوصا نظام تفريق المنح و الإستفادة من الحي الجامعي، قائلا “لدي صديق أبوه فلاح كبير يملك حسابا بنكيا مثقل بالملايير و رغم ذلك إستفاد من المنحة و الحي الجامعي، بينما الآخر ابن موظف بسيط متزوج من ربة بيت “كامل عامر كريديات” و لم يستفد إبنه من شئ يذكر . يضيف خالد أن الغريب في الأمر أن الأول لا يحضر الدروس الجامعية و غير مهتم و الثاني مواظب … فأين المنطق في كل هاذا ؟”
من جهة أخرى قال “جواد و. ” أنه فيما يخص اغلاق الأحياء الجامعية فهي نقطة ايجابية حيث انه لا يمكن فرض اي من شروط السلامة على الطلبة لان الفضاء الداخلي هو فضاء الحرية بالنسبة للكثيرين ولكم ان تتخيلوا حجم الكارثة مثلا في داخلية يقطنها 250 طالبا فمن سيعمل على حمايتهم في ظل غياب اعوان ومتخصصين في الوقاية؟ وهل يمكن تطبيق التباعد بين عدد كبير من الطلبة داخل جدران الأحياء الجامعية؟ وماذا عن زملائهم الخارجيين داخل القسم وماذا عن المشتغلين بالمطعم والحي الجامعي.