ليس دفاعا عن الوالي امهيدية!
اليوم يرحل محمد امهيدية الوالي السابق لمدينة طنجة ليتولى شؤون جهة أخرى لا تقل أهمية عن جهة الشمال، ويتعلق الأمر بجهة الدار البيضاء-سطات.
خرج الرجل من المدينة بعدما ترك بصمته التي لن تمحو أبدا، فطيلة السنوات التي قضاها واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة، أبان عن حرفية ومهنية وخدمة للمدينة لا يختلف حولها اثنان.
أدار وباء “كورونا” باقتدار كبير، رغم أن مدن الشمال شهدت عددا كبيرا من الإصابات، إلا أن تدبيره لهذه الأزمة على المستوى الطبي واللوجيستيكي (توفير أماكن العزل)، كان مميزا وغير مسبوق.
لم تشهد مدينة طنجة مثلا ولا باقي مدن الشمال، في عهد الوالي امهيدية مشاكل وأزمات كبيرة، ذلك أن الرجل يتعامل بمنطق الضربات الإستباقية، حتى إذا طرأ طارئ يكون أثره وتداعياته خفيفة.
هنا نضرب مثال على خطته لمواجهة أزمة المياه التي أعلنها في شتنبر من العام الماضي، كذلك تعبئته لشركة “مانديس” لمواجهة خطر الفياضانات وغير ذلك من الخطط الإستباقية التي وضعها الرجل.
عندما رحل الوالي اليعقوبي عن مدينة طنجة، قالوا إنه وضع قبل رحيله البنى التحتية وهيأ كل شيء وحافظ على جمالية المدينة.. لكن منذ تولي امهيدية زمام امور ذات البحرين، واذا استثنينا سنوات كورونا التي توقفت فيها الحركة في أرجاء المملكة والعالم، ومباشرة بعد خروج المدينة من هذه الأزمة انطلقت واحد من أهم الأوراش بالمدينة بعد مشاريع” طنجة الكبرى”، ويتعلق الأمر بمشروع تهيئة المدينة القديمة، وما رافقها من مخاطر.
وتحولت المدينة القديمة بعد إصلاحها والتي كان يشرف عليها الوالي امهيدية يزياراته الصباحية والمسائية، إلى وجهة سياحية عالمية.
بموازاة مع ذلك أطلق مشاريع مرائب جديدة في المدينة، وتهيئة أسواق فندق الشجرة، وسوق الأحذية التقليدية، وغيرها كثير.
وفي عهد امهيدية احتضنت المدينة احداثا رياضية عالمية، على رأسها “الموندياليتو”، وصار حينها التنظيم المحكم والجيد من لدن السلطات حديث الرأي العام الوطني والدولي.
في علاقته بالأحزاب وسياسي المدينة، تعامل امهيدية مع هؤلاء بذكاء كبير، فهو حافظ على نفس المسافة بين الجميع، لم نسمع يوما أنه قرب فلان وأبعد آخر.
أدار باقتدار كبير الإنتخابات الجماعية والتشريعية الأخيرة بالمدينة والجهة.
أثناء انتخاب عمدة طنجة الجديد، مارست السلطات الحياد، وظهر هذا بشكل كبير أثناء تشكيل مكاتب المقاطعات، ورغم عمليات الإبتزاز والضغط الذي تعرض لها امهيدية، بالتدخل لمنع انتخاب رئيس مقاطعة المدينة محمد الشرقاوي، إلا أنه ظل صامدا يحترم قرارات المستشارين والأحزاب ولا يتدخل فيها.
الدينامية التي أطلقها امهيدية بمدينة البوغاز، مكنت من توظيف أعداد كبيرة من اليد العاملة، واسألوا وكالة “أنابيك” عن عدد المشغلين بواسطتها، فضلا عن التوظيفات المباشرة.
ولأن للرجل هذه الروح وتلك العزيمة والقوة في العمل والإنجاز، قرر ملك البلاد وضع الثقة فيه مجددا وتعيينه على أكبر جهة في المملكة، ولعلها بقدومه تشهد طفرة نوعية تجعلها تضاهي المدن الإقتصادية الكبرى في العالم.
السؤال المطروح الآن هل الوافد الجديد، والي طنجة يونس التازي، سيحافظ على هذه الدينامية التي تشهدها المدينة، وهل سيكون خير خلف لخير سلف؟