حدائق المندوبية
نقاش مهم يطغى على الساحة الطنجاوية اليوم، بعد عملية تسييج حدائق المندوبية، تمهيدا لبدء علمية بناء موقف جديد للسيارات ضمن المواقف التي شيدت في إطار مشاريع طنجة الكبرى.
النقاش الذي تقوده اليوم جمعيات المجتمع المدني، وعلى رأسها مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، ينبني على معطى أساسي وهو أن حدائق المندوبية التاريخية، فضاء ومنتزه طبيعي بالمدينة لا يجوز الإقتراب منه.
أكثر من ذلك، يعتبر المجتمع المدني أن بفضاء المندوبية أشجارا تعود لآلاف السنين، وأن إعدامها سيكون جريمة كبرى في حق البيئة بالمدينة.
ونحن نتابع هذا النقاش المهم داخل المدينة، ينبغي أن نتذكر أيضا أن بناء مواقف السيارات التي كانت منعدمة إلى وقت قريب بطنجة، يدخل ضمن المشاريع المهيكلة في المدينة، والتي كانت تحظى بمتابعة مباشرة من الوالي السابق، محمد اليعقوبي، إذ كان يسهر على بناء كافة المرائب التي تم تقديمها أمام الملك محمد السادس.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية يدرك الجميع أن اقتراح الوعاءات العقارية لبناء المرائب كان من طرف الجماعة وليس الشركة التي تسهر على عملية البناء، وذلك وفق دفتر تحملات، يوضح مهمة كل طرف، سواء المفوض أو المفوض له.
المسؤولون عن شركة “صوماجيك” يقولون إنهم عندما قبلوا فكرة بناء مواقف السيارات بالمدينة، بغلاف مالي تجاوز 600 مليون درهم، كان هدفهم الوحيد هو إحداث فضاءات مناسبة لركن السيارات، لا المساس بأي جزء من تاريخ المدينة، وضمنيا نفهم أن الشركة التي تعكف حاليا على إيجاد حل بديل لـ”الصابو” الذي جعلها في مواجهة مباشرة مع العديد من المواطنين، لا تريد اليوم أن تجد نفسها في مواجهة جديدة تعتبر أن لا يد لها فيها، ما يعني أن الكرة الآن صارت في ملعب الجماعة وحدها.
وإذا كانت رقعة الرافضين لبناء موقف السيارات فوق عقار حدائق المندوبية تتسع كل يوم ، رغم ما يقال عن أنه سيحل مشكلة عويصة بالمنطقة، فإن الجماعة باتت مطالبة اليوم بالبحث عن عقار جديد، ما دامت الشركة المفوض لها تدبير هذا المرفق لا ترى مانعا في إيجاد بديل آخر إذا كان بناء هذا المرآب الجديد محل رفض من لدن فئات المجتمع المدني.