
تكريم المعتدي وإهانة المدرسة.. عندما يصفق للعنف داخل أسوار التعليم
في واقعة صادمة تتعارض مع أبسط القيم التربوية، أثار استقبال “احتفالي” لتلميذ بثانوية ابن رشد التأهيلية بسيدي المختار، بعد الإفراج عنه إثر اعتدائه الجسدي على أستاذه، موجة استنكار عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من تداعيات هذه التصرفات على مكانة المدرسة وهيبة رجال التعليم.
الفيديوهات التي وثقت لحظة عودة التلميذ، أظهرته محمولا على الأكتاف وسط تصفيق وهتافات من زملائه داخل أسوار المؤسسة، في مشهد اعتبره كثيرون انزلاقا خطيرا يضرب في العمق صورة المدرسة كفضاء للتربية والانضباط، ويشجع على التطبيع مع سلوك العنف والتمرد.
هذا “الاستقبال غير المقبول” تزامن مع إعلان الأستاذ المعتدى عليه عن تنازله عن المتابعة القضائية، بدعوى حرصه على مصلحة التلاميذ وعدم تعطيل سير الدراسة، كاشفا في الوقت ذاته عن ضغوط اجتماعية مورست عليه من طرف أعيان وتلامذة سابقين، في ظل غياب أي ضمانة لعدم تكرار الحادثة أو المساس مجددا بكرامة الأطر التربوية.
الواقعة، التي أصبحت حديث الرأي العام، تسائل مؤسسات الدولة والمجتمع حول النموذج القيمي الذي يراد ترسيخه داخل المؤسسات التعليمية، وتدق ناقوس الخطر بشأن تآكل سلطة المربي في مواجهة ثقافة التبرير والاحتفاء بالانحراف.
المدرسة ليست منصة للعفو غير المشروط، ولا ساحة لتكريم العنف تحت مسمى التسامح، ومن الخطأ الفادح إرسال رسائل مغلوطة لتلاميذ اليوم، مفادها أن الاعتداء يغتفر، ويقابل بالتصفيق.